اختفاء الهلال
شاهدت الهلال يبدأ رحلة الاستعداد للموسم الجديد من خلال بطولة النخبة الدولية ولم يكن الفريق حينها سيئا بدرجة كبيرة على اعتبار المرحلة المكانية والزمانية وطريقة رسم الخطط بعيدة المدى حتى وإن اختفت اللمسات السريعة والتناقل والتناوب المدروس لعدم جاهزية اللاعبين بدنيا ولم يعجبني التواجد العددي في الثلث الأخير من ملعب المنافسين
ولكن لأنها فترة إعداد فالحكم عليها يعتبر إجحافا بحق الفريق ومسيريه سواء بالسلب أو الإيجاب
وفي أول إطلالة للفريق رسميا أمام ضيف زين الجديد لم تتغير الصورة أو تتبدل بل اتجهت نحو الأسفل فالتباعد بين الخطوط وضح بشكل أكبر وظهر فريقان يلعبان في المعشب الأخضر الأول يبدأ بالعتيبي وينتهي بالغنام والآخر ينطلق بنيفيز وينتهي بما لا نهاية ولو كان ياسر حاضرا ولو بشكل يسير لقلت يتوقف عنده ولكن النجم الكبير اكتفى بالحضور الجسدي وقليل من الاستعجال
هذا الانقسام أظنه معضلة الهلال الفنية الكبرى وقد يكون لغياب عزيز و(قاهر العذال) دور أساسي فيه ولكنه ليس كل الدور خصوصا وأن معظم اللاعبين في مباراة الافتتاح لم يكونوا بالصورة التي عهدت عنهم فالمرح عرف المدافعون كيف يحدون من خطورته وبراءة الاختراع تسجل لـ(زيد المولد ومن بعده برناوي النصر حتى وصلت لخميس التعاون بمباركة لجنة الحكام ) والكاسر أصبح مثل طقس الرياض لا تعرف متى يصفو؟ ومتى يتعكر ؟ والعابد ما زال يخطو خطواته الأولى بين التألق والغرور وهو للأخير حاليا أقرب
ومما يزيد الأمور ربما تعقيدا إن ركنوا أصحاب القرار الأزرق لمسألة (أرضية الملعب) ففي ذلك حجة للاعبين على الأقل أمام أنفسهم بأنهم أدوا ما عليهم ووقفت الأرضية دون إكمال منظومة الإبداع وهذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلا
ثم أن جماهير الهلال في العاصمة يشاركون في عملية الاختفاء فحضورهم الضعيف رغم توفر كل سبل الحضور من إجازة وأجواء لطيفة وبداية موسم بعد فترة اشتياق لمشاهدة الفريق وليتهم يشعرون بمدى أهمية تواجدهم وكيف أنهم في الموسم الماضي ملأوا المدرجات فهطلت الأهداف الزرقاء بـ(الخمسات) واسألوا شباك نجران والاتحاد والنصر على التوالي وشاهدوا كم من الجماهير حضرت وكيف أن هناك علاقة طردية بين نسبة الحضور ونسبة الإمتاع والأهداف
المباراة المقبلة ستكون أمام الحزم في ملعب أسوأ من درة الملاعب في الأرضية وفي كل شيء وأمام فريق بات متمرسا فهل يصحو الهلال ويعود لوضعه الطبيعي أم يركن لعذر جديد غير أرضية الملعب؟
الهاء الرابعة
ظلم الغريب أهـون ولا ظلم الاقراب
لان الظليمة مـن قريـبـك مصيـبه
وعيب القريب أصعب من عيوب الاغراب
لأن القريـب يعيبـك الـلـي يعيـبه
والله مايـذبـح طويلـيـن الاشناب
غير القريـب اللي طعـن فـي قريبـه!