يد واحدة
في رمضان أصبح فضاؤنا يتسابق في عرض المسلسلات ومنها من يضرب في صلب الدين ويتهكم بشيء من حدود الله. أكتب ذلك وقد نبهني قارئ كريم باتصال أكرم كرد فعل على مقال الأمس.. وأعطاني موقعا يمكنني من مشاهدة بعض حلقات للمسلسل إياه الذي كتبت عنه بالأمس من منطلق إبراء الذمة والنصح، لكن الجميل في الأمر أن المتصلين كانوا كثراً، وأحدهم هاتفني وأثلج صدري حين أقسم بالله وأشهد خلقه وملائكته على شعور صادق لأخيه، وأبلغني أنه نصراوي الهوى والميول لكنه استنصر مثل أخيه لعقيدته وهي أهم رابط في حياة الإنسان وما بعدها من الروابط إلى حيث حطت رحالها أم قشعم إذا كانت تعترض مع الرابط الأسمى. ومني أقدم الشكر الجزيل لأخي الذي لا أعرفه ويشرفني معرفته (عبد الله بن حمود الدوسري).
ما صدر من عبد الله هو نموذج امتداداً لمشاعر وصلتني ومازال صدى تواصل الغرباء مستمرا حتى وصل لموقع الوردية الإلكتروني، فقارئ كريم رمز لنفسه باسم (اتحادي ينبع) اعتذر عن رد على مقال اليوم الذي يسبق مقال الأمس.. مع أنه في انتقاده كان صادقا ونقطة الاعتراض لديه كانت صحيحة، فقد كتبت تعليقا على مباراة الاتحاد والاتفاق بأن الأول ظهر مفككا بدون نور ولم أكمل جملتي التي سقطت سهوا، حيث إن ذلك كان في الشوط الأول، ومع أن انتقاد (اتحادي ينبع) كان في محله إلا أنه اعتذر عنه بسبب مقال الأمس، وهو بذلك يرسل شعورا صادقا وودت لو أني أعرفه لأقبل رأسه الذي أخذته الحمية في دينه ولم يلتفت لسقط متاع الدنيا.
أيها الأحبة.. إنكم بذلك تعلنون للملأ بأننا قد نختلف في كل أمور الحياة، ولكن عندما يتعلق الأمر بصلب حياتنا وما يمس عقيدتنا فإننا نصبح يدا واحدة وجسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الهاء الرابعة
غرباء ولغير الله لا نحني الجباه
غرباء وارتضيناها شعارا في الحياة
إن تسل عنا فإنا لا نبالي بالطغاة
نحن جند الله دوما دربنا درب الأباة