أخطاء كوارثية
في اليوم الثاني من دور ثمن النهائي في مونديال العجائب حضرت الأخطاء التحكيمية المؤثرة أكثر من حضور المتعة الكروية
ففي موقعة كسر العظم بين الألمان والإنجليز – هي ليست مباراة كرة قدم فتبعاتها السياسية أكثر عمقا وأقوى تأثيرا وكل شعب يريد أن يجير ما بعد الحرب العالمية الثانية لصالحه وأنه الرابح الأكبر مما حدث حتى على مستوى الرياضة –
ومع ذلك أعاد التاريخ نفسه وذات الكرة التي خدمت الإنجليز في ( مونديال لندن 66 ) وجعلتهم أوائل العالم هي ذاتها التي استقرت خلف خط المرمى بعد تسديدة ( لامبارد ) الذكية ولو قدر أن احتسبها الحكم فإن العامل النفسي سيتحول لصالح ( روني ورفاقه) فالعودة بعد التخلف بهدفين وفي ظرف دقيقة واحدة يعني في عالم الكرة عنوان انتصار عريض ولكنها لم تحسب فتحول الانتصار والعريض أيضا لصالح (المانشافت )
في الموقعة التي تليها وفي ذات المساء حوّل الخطأ التحكيمي تفوق المكسيك الميداني إلى سراب بعد أن احتسب الحكم هدفا من وضعية تسلل واضح وفاضح على المهاجم ( تيفيز ) فانهارت أعصاب المنتخب الشمالي ووضع مدافعه في خطأ بدائي ليسجل ( هيجوين ) هدفا أسطوريا بلعبة لا يتقنها إلا الكبار موهبة وأعصابا
هذه النماذج مربوطة بكأس العالم – أهم حدث كروي في التاريخ – وقد حرمت الأخطاء أمما وشعوبا من كسب صراعات تاريخية قبل أن تكون على ( العشب الأخضر ) ومع ذلك لم نشاهد تمردا وشغبا ولا تصاريح تشكيك في نزاهة وأمانة الحكام ولا نيل من إنسانيتهم ولا اتهامهم بالرشوة أو القبض من تحت الطاولة ولا تصديقا لفكر المؤامرة ولا رميا بالقوارير وبالولاعات وبالأحذية وكتل الحديد المصنع ولا ( نائحات مآتم )
أتدرون لماذا ؟
الأكيد أنه لا يعني أن أولئك شعوبا ملائكية أو أنهم يقطنون في المدن الفاضلة
بل لأن رجال الأمن حاضرون بكثرة وبقوة ولأن القانون مطبق بصرامة على الجميع فحفظ كرامة الإنسان أهم من ( جلد منفوخ ) تجاوز خط المرمى أم لم يتجاوزه
الهاء الرابعة
ليس الشجاع الذي يحمي مطيته *** يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن من غض طرفا أو ثنا قدمــــا *** عن الحرام فذاك الفارس البطل.