أزمة وطن
من يشاهد المنتخب الفرنسي كأفراد، يدخله الشك غير الإيجابي بأن هذا البلد يقع في أفريقيا وليس بلدا أوروبيا عريقا سلالته البشرية لم يعتريها عرق آخر وما زالت محافظة على جيناتها الوراثية.
ونظرا لتواجد عدد كبير من اللاعبين من أصول أفريقية والذين قدموا واستقروا في بلاد الجمال والعطور لحاجة مالية ماسة وهروبا من الجفاف والفقر والجوع والحروب الأهلية.. والأخيرة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر الفيل وليس البعير.
مشوار المنتخب الفرنسي المخيّب ليس على الصعيد الفني بل على كافة الأصعدة..بدأ بفشل وكان هو الشرارة التي أشعلت النار الهائلة، فاختيارات المدرب (دومنيك) تجاوزت أسماء مهمة وكبيرة.. منهم الثلاثي الكبير سمير نصري وكريم بن زيمة وحاتم بن عرفة، وقد عزا بعض النقاد الفرنسيون الأمر لدوافع عنصرية.. ولكم في دلالات الأسماء الجواب الشافي.
هذه الشرارة انتقلت إلى (لعنة)، وبمفهومنا الشعبي (حوبة) التي تسببت بها يد (تيري هنري) حين أهلتهم للنهائيات دون وجه حق، أعقبتها فضيحة مدوية من (فرانك ريبري) تستر عليها اتحاد كرة القدم هناك.
في المعسكر الإعدادي قبل انطلاق المونديال كانت الأجواء لا تشجع على التألق، فالمدرب سيرحل مباشرة وهذه هي مشاركته الأخيرة، و(لوران بلان) ينتظر على أحر من الجمر، واللاعبون يعيشون في عزلة عن الجهاز الفني المشرف عليهم وبينهم (حرب باردة) لايعرف محركيها.. تدور رحاها عبر (أسرار) تخرج للصحافة المحلية مما أثار الشك في وجود مسرب يسعى للتخريب.. حتى أن الفتى النحيل (ريبري) أعلن ذلك قبل لقاء (الطامة الكبرى) وأكد وجود (خائن) بينهم.
ولأن الأمور تقاس بدوافعها وحجم محركاتها كانت البداية مع الأورجواي بتعادل سلبي وبمستوى أكثر من سلبي، ثم خسارة مذلة من المكسيك بهدفين نظيفين، بعدها ازدادت حالة الغليان حين تهكم
(أنيلكا) من المدرب فتم استبعاده من المنتخب وترحيله لباريس فورا، وهو الأمر الذي أثار غضب بقية الرفاق فأعلنوا حالة إضراب عام ورفضوا التدريب. – هل يعاقب الوطن كله من أجل شخص واحد؟
– وبعد تدخلات من أعلى المستويات قادها الرئيس (ساركوزي) تم تسكين الألم قبل أن يأتي الأولاد ويضعوا الملح على الجرح الفرنسي الغائر وبهدفين، وقبل أن يحفظ (مالودا) ماء الوجه وقبل أن يتكرر سيناريو المونديال الآسيوي.
الهاء الرابعة
وكأن قلبي في الضلوع جنازة
أمشي بها وحدي وكلي مأتم