الآن.. بدأ المشوار
يجدر بمتابعي كأس العالم أن يشكروا المنتخب السويسري الذي أعاد الحياة لأوصال المحفل الأهم كرويا.. بعد أن كاد (ابن جلدتهم) الذي يتربع على كرسي زعامة السلطة الأعلى كرويا أن يغرز في وريده (حقنة الرحمة).. ولو أراد أن يجعلها رصاصة تطلق من بعد فلا تثريب عليه ولن يسمع لها صوتا البتة.. فـ(الفوفوزيلا) قامت بدورها كما ينبغي حين أصمت الآذان وأثرت في قانون الكرة، فمن يستحق بطاقة حمراء يتعذر بأنه لم يسمع صفارة الحكم ليسدد في المرمى الخالي والحكم يرأف بحاله ويصدقه.. فهو نفسه يعاني من أصوات الأبواق المزعجة التي تشبه إلى حد بعيد (طنين الذباب)، مع العلم أنه لم يزعجنا كثيرا نحن في الساحة الرياضية المحلية، فلدينا من الأبواق الأشد ضررا من الفوفوزيلا الأفريقية.
الخدمة التي قدمها السويسريون لكأس العالم تمثلت في إقصاء الخسارة المفاجئة بالثور الإسباني المرشح الأبرز والأول للظفر باللقب، فهذا المنتخب يعيش تكاملا فنيا غير طبيعي يحتاج لتفعيل ذكي كما كان مع الكهل (أراجونيس).
بعد هذه المباراة بدأت كأس العالم فعليا، فاليونانيون حققوا منجزا تاريخيا بتسجيلهم الهدف الأول في التاريخ ثم ألحقوه بآخر ليحققوا الفوز التاريخي أيضا الأول مستغلين حماقة النيجيري (كايتا).
والفرنسيون تحولوا لفريق ضعيف بعد أن ساهم (دومينيك) في كتم الديك الأزرق، فهو لم يعد فصيحا ولم يستطع أن يصيح وهو في الملعب، وساهم المنتخب المكسيكي في كشف تواضعهم، وفي هذه المباراة نجح (بلانكو) في تسجيل اسمه في قائمة الأساطير حين سجل في مونديالين يفصل بينهما اثنا عشر عاما شأنه في ذلك شأن بيليه ومولر ومارادونا وسامي الجابر.
والأرجنتيني (هيجوين) أعاد خاصية (الهاتريك) بعد أن اختفى من المونديال الألماني بعد الرباعية القاسية في (الشمشون الكوري الجنوبي) وبنتيجة لا تعكس واقع المباراة الحقيقي.
والصرب نجحوا في تعطيل (الماكينات الألمانية) والأمريكان عادوا للمنافسة بعد تخلفهم بهدفين نظيفين من (السلوفين).
كل هذه الأحداث وغيرها الكثير أعلنت عن بداية حقيقية لكأس عالم ننتظرها بشغف كل أربع سنوات
الهاء الرابعة
اصبر على مـر الجفـا من معلم
فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة
تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه
فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته