(فك وأنا أفك)
مضحك مبك منظر طفلين صغيرين في إحدى قرى أو مدن الوطن ما بين نجد باتجاه الشمال لعامل اللهجة فقط وهما يمسكان بتلابيب بعض في بداية عراك لا يريدان أن يتم إما لخوفهما من بعض أو رهبة من (العلقة) الساخنة التي تنتظرهما من الوالدين، فمن قيمنا التي أخشى عليها من الاندثار بفعل ظاهرة (طيحني ...) – قاتل الله من أحضرها وسعى لوجودها بيننا - من القيم عدم إذاء الجار حتى بالشجار مع أحد أولاده، ومصطلح الجار يشمل في بعض الأحيان أهل قرية بأكملها.. المهم إن الصغيرين يلجآن إلى حل وسط وتتم الاستعانة بصديق وفق منهجية (فك وأنا أفك)، وحين تخرج العبارة من أحد طرفي الحرب تبدأ المناورات العسكرية بالانسحاب التدريجي، فتتنازل اليدين عن إحكام القبضة على مقدمة الثوب والذي أخذت منه تلك القبضة ما أخذت، ثم في إطلاق تصاريح وعيد وتهديد مثل (أحمد ربك إني أبروح للبيت).. وما على مثيلها، هذا في حال عدم وجود من يحول بين المتضاربين، وفي بعض الأحيان يكون تواجد أطراف أخرى من الأقران الأنذال سبباً في اندلاع حرب أهلية تسيل معها دماء الرقبة والأنف والأذنين، ولا مانع من (فلقة) في الرأس خصوصا إذا كان أصلعا، ففي تلك الأيام لم توجد موضات (سبايكي وبقية الروزنامة).
إذاً ما سبب هذه المقدمة التي لا ترتبط بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد؟
مهلا ومن قال لك تستعجل؟ أصبر قليلا حتى أنتهي من كتابة المغزى منها.
هذه القصة تذكرني بما حدث بين طرفين عربيين في قرية صغيرة تسمى (العالم) وفي محفل هام وكبير الكل يشاهده يسمى (كأس العالم)، وقد حدث بينهما شجار عنيف أمام مرأى الكل ومع ذلك استخدما حيلة (فك وأنا أفك).
مع بداية انطلاقة المحفل الأفريقي سعى طرف عربي (للتشويش) على طرف آخر يملك الحقوق الحصرية لنقل مباريات كأس العالم لمنطقة الشرق الأوسط، بمعنى أن الناقل عربي والمخرب عربي والخاسر من عملية التشويش عربي!! بالله عليكم هل هناك سذاجة أوضح من هذه؟
ثم ولأن العالم مشغول بما هو أهم.. كما أن أهل القرية مشغولون عن متابعة شجار بين طفلين شقيين لم يجدا (بلاي ستيشن أو قيم بوي) لقتل الفراغ الذي يسيطر على يومها، تفرغ الطرفان لإدارة شجارهما بطريقة الطفلين لكن دون وجود البراءة.
أعرف أن الناقل الحصري له الحق، وأن الطرف الآخر يمتلك خاصية الفجور في الخصام، ولكنني لا أحبذ أن أكون من الأقران الأنذال الذين يسعون لمشاهدة شجار دموي، خصوصا إن أحد الرأسين فارغ ولن تؤثر فيه (الفلقة) إن حدثت.. وكل (تشويش وأمتنا العربية بخير)
الهاء الرابعة
وأنا حبيس الصمت سجن الأحاسيس
ضاق الزمان ولا وسعنـي مكانـي
والنور طعمه في عيون المحابيـس
مرٍ مثـل طعـم الكـلام بلسانـي