تعلم من المرح يا نيفيز
ساحتنا الرياضية تؤمن بثوابت لا يمكن مساسها أو الاقتراب منها وترفض سياسة التغيير حتى ولو كان مندرجاً ضمن بند التطوير أو سائراً إليه
كرة تصطد بالعارضة وتسقط قريباً من خط المرمى فإن كانت للشباك أقرب فالفريق بطل والمسدد نجم النجوم والمدرب داهية الدواهي وإن سقطت باتجاه منتصف الملعب فالفرقة فاشلة والمسدد مقلب وشربه الفريق والمدرب لا يفقه في كرة القدم شيئاً
هذه واحدة من قناعاتنا التي نرفضها شفهياً ولكننا نؤمن بها واقعاً وتطبيقاً والأمثلة على ذلك كثيرة وهي (أكثر من الهم على القلب) ولا يمكن أن تحصر في زاوية واحدة وتحتاج لمجلدات ربما لا تحتويها مكتبة (الجاحظ) الذي بناها ورعاها فقتلته
لكن دعونا نضرب لكم مثالاً حياً يخص محترف الهلال البرازيلي (تياقو نيفيز) وهو الذي حضر لكرتنا المحلية ويملك سجلاً شرفياً لم يملكه أحد حضر إلينا قبله خصوصاً في عمره ولا يحضر لكرتنا من أصحاب هذه السجلات إلا من بلغ من الكبر عتيا وأراد أن يختم مشواره مع ملايين الدولارات مقابل أن يلعب كرة ناعمة
هذا اللاعب وصل لمنتخب البرازيل الأولمبي وفاز معه ببرونزية (بكين) وناصف الظاهرة رونالدينيو كأساسيين في صنع ألعاب منتخب السامبا وهذا الأمر لم يكن قبل عقد من الزمان بل قبل سنتين فقط والوصول لمنتخب البرازيل قصة لا يمكن أن تسرد بمداد بل هو حلم أصعب من الوصول لكرسي رئاسة البرازيل نفسها
وهو يملك قدرات رائعة ظهر بعض منها في موسمه الأول سواء في صناعة اللعب أو التسجيل ولغة الأرقام خير شاهد ولكنه بدأ في الأفول وهو الأمر الذي صنف على أنه مستواه الحقيقي دون أن يبحث المنتقدون عن السبب الحقيقي الذي يعيه مدربه وإدارة ناديه ويتلخص في أنه شارك أولمبياً في فترة الصيف ثم انتقل للدوري الألماني وهناك كانت مفاوضات الهلال لكنه أجل الانتقال لظروف أسرية وانتقل لفريق فلومنزي البرازيلي وهو يوافق فترة الصيف لدينا وحين انقضى توجه لمعسكر فريقه الجديد في النمسا ثم شارك في الموسم الجاري دون أن يتحصل على فترة راحة كافية وحين ظهر نجمه بعد أن تأقلم مع الفريق صادف أنه وصل لذروة لياقته التي بدأت في الانحدار مع نهاية الموسم
ما يتعرض له (راجمة الصواريخ) تعرض له قبله المرح و(قاهر العذال) ولو استجابت إدارة الهلال للضغوطات لرحلا وهما الآن يصنفان على أنهما نجمان لا يشق لهما غبار.
الهاء الرابعة
خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء