عنز تطير وتغرد
قبل سنوات كنت في حديث مع زملاء مهنة التعليم وانحصر النقاش حول نقطة توقفنا عندها طويلا فلو أتى معلم مادة النحو بمثال فيه فراغ وطلب من الطلاب وضع فاعل في المكان الخالي والعبارة تقول
غرد..... فوق الشجرة
وكان الخلاف حول لو أن أحد الطلاب وضع في الفراغ كلمة (الجمل) هل يعتبر الجواب صحيحا وانقسمت الآراء بين الرافض والمؤيد فعلميا الجواب صحيح مائة بالمائة فالجمل فاعل ولا غبار على ذلك ولكن منطقيا يعتبر غير صحيح.
ـ أحد الزملاء ممن لهم آراء غريبة أكد أن الجواب صحيح علميا ومنطقيا مما جرني للدخول معه في سجال فقلت له (عنز لو طارت) فكان جوابه الذي أذهلني حينها وتوقفت عن محاورته حين قال: ولِم؟ ربما يأتي يوم من الأيام وترى (العنز تطير وحتى تغرد) بل والمصيبة لو أن أحدهم أراد أن يقنعك بذلك (بالقوة أو بالمروة).
جرني لهذه الأحداث ما فعلته أوما تسمى مجازاً بـ (الانضباط) وإلا فهي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن اسمها.
ـ فمسألة أن تجتمع لدراسة أحداث مباراة الهلال والنصر وما فيها من تجاوزات خطيرة وضرب متعمد بدون كرة من لاعبي النصر تحديدا فغير ما قام به (فيجاروا) هناك على الأقل ثلاث حالات أخرى من الخيبري والقرني وبرناوي تم التغاضي عنها من قبل حكم المباراة وكانت تستحق البطاقة الحمراء وأصاب أعضاء اللجنة عنها (العشى الليلي) رغم أنهم اجتمعوا صباحا ولو أنها كانت صادرة من لاعبي الهلال لرأيناهم يتمتعون بحدة نظر وكأنهم ورثوا عدسات (زرقاء اليمامة).
ـ إذا كان النصراويون توارثوا (أعطوا الهلال البطولة ودعوا الفرق الأخرى تتنافس على المركز الثاني) معللين ذلك لوجود أخطاء تحكيمية للهلال هي ذاتها التي تقع عليه وتستفيد منها كل الفرق فماذا عسى الهلاليون أن يقولوا اليوم فوقوع الأخطاء أمر طبيعي لكن أن تكون تراكمية وفيها تباين صارخ وفاضح فهذا لا يقره شيء.
ـ إن كانت اللجان تريد أن تقنعنا بأن ما قام به لاعبو النصر من خروج عن قانون اللعبة هو أمر طبيعي لا يستحق العقاب فإنني أبارك لهم هذه الخطوة وأبشرهم أننا سنقتنع بأن (العنز) تطير وتغرد وأن الجمل يعشق تناول (الهامور ) خصوصا إذا كان (فيليه) بل وأن القط بارع في لعبة (البلايستيشن) وأن (الضبان) لديها مواقع في (النت) يتناقلون فيها أخبار الربيع ويحذرون من خطورة الصيادين خصوصا في استخدام (الشكمان) وهم بصدد رفع دعوى قضائية لحماية الحياة الفطرية لأن سرعة (الانترنت) بطيئة ومخالفة لشروط الاشتراك مع شركات الاتصال.
الهاء الرابعة
إصلاح الموجود خير من انتظار المفقود.