2010-03-25 | 18:00 مقالات

(سحقا للجهل وأهله)

مشاركة الخبر      

ينقسم الجهل إلى قسمين: بسيط ومركَّب
أما الجهل البسيط فهو: "أن يجهل الشيء وهو عالم بجهله"،
 وأما الجهل المركب فهو: "أن يجهل الشيء وهو لا يعلم بجهله"، فهو إذا غافل عن جهله ولا يدري بأنَّه جاهل فيرى نفسه عالماً به، فيتركب جهله من جهلين:
جهل بالواقع وجهل بهذا الجهل، فهذا الجهل ليس هو إلاّ ظلمات بعضها فوق بعض وسرابٌ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً.
ومن هذا المنطلق فإن القارئ البسيط يعذر بهذا الجهل حتى لو كان مركبا على حسب القدرات التي وهبها الله له ولضعفه في سبر أغوار اللغة والخوض في تفاصيلها وفهم معانيها
أما من يرى في نفسه قدرة على فهم الأمور واستيعاب المفردات ويسمى نفسه (كاتبا وناقدا) وهو يفتقد أبسط مقومات الفهم والاستيعاب فإنه إضافة لجهله المركب يحمل نفسه حملا لا طاقة لها ولا له به
هذا الجهل المركب ظهر بعينه (وعلمه) عند من فسّر الهاءات الثلاث وفي مفردة (العربي الأصيل) بأنها نوع من العنصرية المقيتة التي نهى عنها ديننا السمح وتربينا على نبذها فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
لقد دهشت من إسقاطها بشكل بشع على (محمد نور) مع العلم أن المقصود من المفردة واضح وضوح الشمس فيما يقع من أماكن جنوب خط الاستواء وكل ما في الأمر أن (العربي الأصيل) المقصود بها
( مجير أم عامر) الوارد ذكره في البيت الشعري وعودوا لقصة البيت وستعرفون حينها أن بطل الحكاية عربي أصيل وليس هناك رابط بين المفردة وبين واقعنا المعاش
ولقد كان الهدف من الاستشهاد بيان حجم المعروف الذي أسداه ياسر لزميله نور وكيف قابل الأخير الإحسان بالإساءة والمعروف بالنكران أما غير ذلك من تفسير وتأويل فإنه يعني أمرين لا ثالث لهما إما أنه يدل على (جهل مركب) أو أن صاحبه يعرف صحة طرحي ولكنه يسعى للتضليل والتدليس ولا يستثنى من ذلك إلا (الأخ) والزميل الكريم عاصم لثقتي الكبيرة في نقاء سريرته وصفاء نفسه وصدق طرحه ولكن ولأننا جميعا لسنا معصومين عن الخطأ فربما أن الأمر قد ( ألبس) عليه أما البقية فهنيئا لهم واقعهم وقدراتهم وربما أنني أتحمل جزءا من سوء حالهم ولمحاولة تصحيح مسارهم فإنني أتبرع لهم بدروس (تقوية) في اللغة العربية لعل وعسى !
وأنا على ثقة بأن من سيجتاز هذه الدروس حتى ولو بدرجات متدنية فإنه سيكون ضليعا باللغة وسيكسب الإعلام السعودي كاتبا ذا شأن بعد أن كان مفسرا جاهلا..

الهاء الرابعة
تموت الأسد في الغابات جوعا
ولحم الضأن يرمى للكلاب
وذو جهل ينام على حرير
وذو علم ينام على التراب