2010-02-27 | 18:00 مقالات

العودة لنقطة الصفر

مشاركة الخبر      

كما هو معروف أن المال عصب الحياة وهو المحرك الرئيس لجميع مجالاتها، بل إنه يتجاوز ذلك عند أهل الجشع ويصل لمرحلة الغاية والوسيلة والطموح كل الطموح وربما أنه يتسبب في بعض الحالات بقيام معارك طاحنة بين الشعوب والدول والحكومات
في المجال الرياضي قفزت أندية الوطن والاتحاد السعودي لكرة القدم خطوات هائلة في مجال الاستثمار الرياضي وكان الهلال هو صاحب الريادة في ذلك بعد أن وقع أولاً عقده (الظاهرة) مع شريكه الإستراتيجي
(موبايلي) بمبلغ خيالي وقتها وصل للأربعين مليون ريال في وقت كان هو وبقية الرفاق يعتمدون على عقود إعلانات (فتات) لا تتجاوز الخمسة أو السبعة ملايين وتأتي بقية الميزانية من خلال هبات أعضاء الشرف بالنسبة للأندية وبمخصصات من ميزانية الدولة بالنسبة للاتحاد
بعد ذلك دخلت شركة الاتصالات السعودية (stc) سوق الاستثمار ووقعت مع أندية النصر والاتحاد والأهلي والشباب.
أما الاتحاد السعودي فقد وقع هو الآخر عقد رعاية لدوري المحترفين المحلي مع صاحبة الرخصة الثالثة (زين السعودية) من شركات الاتصالات في السعودية وبمبلغ يسيل له اللعاب ـ اللهم لا حسد ـ
هذه العقود ومبالغها غطت نحو نصف ميزانيات الأندية المستثمرة فيما بقيت الأخرى تحت رحمة الإعانة وتأخير سداد حقوق النقل التلفزيوني ومكافآت الفوز في دوري زين
والسؤال الذي يفرض نفسه ماذا لو انسحبت شركات الاتصالات من الساحة الرياضية لأي سبب من الأسباب سواء استثمارية أو اقتصادية أو قانونية؟ وفي ظل العزوف المحير من بقية قطاعات المال والاستثمار وبالذات البنوك ـ متفرغة لسحب رواتب ذوي الدخل المحدود وعلى عينك يا تاجر دون أن يكون لها بصمة واضحة في التفاعل مع الأنشطة الاجتماعية وكأن البلد وأهله من آخر اهتماماتهم ـ
أقول ماذا وأنا أعلم بالجواب، فالأندية ستعود مجددا لنقطة الصفر بل وأسوأ من ذلك وربما تحت الصفر بدرجتين فأعضاء الشرف لن يدفعوا وإن دفعوا فإن ما سيقدمونه لن يفي حتى بجزء بسيط من المتطلبات فالأسعار نار والمبالغ زهيدة وربما حينها سنعود لجادة إحضار (حافلات) من اللاعبين الأفارقة واللاتينيين للتجربة وسيكون شعار كل الأندية (رخيّص وكويّس)
إذاً ما الحل لهذا الاحتمال؟
الحل لابد أن يكون في الخصخصة وقتها ستتحول الأندية لمستثمر (بكسر الميم) بدلا من وضعها الحالي بفتحه

الهاء الرابعة

جسمي معي غيرَ أنَّ الرُّوحَ عندكمُ
فالجسمُ في غُربةٍ والرُّوحُ في وَطَنِ
فليعجبِ النَّــاسُ منِّي أنَّ لي بَدَناً
لا رُوحَ فيهِ ولي رُوحٌ بلا بَـدَنِ