(..,ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
من أكثر العبارات شهرة والتي مللنا سماعها القول الشهير (من السهل أن تصل للقمة ولكن من الصعب المحافظة عليها)
هذه المقولة تعكس واقعا صحيحا على المستوى الرياضي المحلي تحديدا نظرا لنقص الإدراك والوعي عند غالبية المنتمين إليه خصوصا من فئة المنفذين، فهم وللأسف الشديد يتجاهلون عناصر الدعم القوي التي قادتهم للتفوق ويركنون للكسل ويكتفون بما حققوه ويرون أنهم حين بلغوا ذروة المجد وأن المقبل لن يختلف عن السابق وسيأتيهم المجد راكعا على قدميه وهم على الأرائك الوثيرة يحتسون الفرح القديم.
وهنا تكمن أولى خطوات الفشل، فالطموح هو المحرك الرئيس نحو الاجتهاد وإن عدم أو قل فإن صاحبه سيعود القهقرى وسيعود لنقطة الصفر وربما شيئا فشيئا يفقد مقومات وخاصية البطل ويسقط نحو دهاليز الفشل لساحة التبريرات مدعومة بعنصر البيانات وتطول معها رحلة الفشل ولن ينهض من كبوته إلا بما يشبه الصدمة الكهربائية التي يجتهد بعض الأطباء في إنعاش قلوب الصرعى بها لعل وعسى.
هذا الأمر هو أكثر ما يخشاه الهلالي البسيط على فريقه وهو يراه مبهجا ومعتليا صهوة المجد بدرع الدوري قبل النهاية بمراحل وبمنجز لم يسبق له مثيل وبكأس ولي العهد من يد سلطان الخير، وبعد أن أعاد غريمه لدهاليز الخسارة وأكد هيمنته عليه تحديدا ليس في الدوري فقط بل وفي هذه المسابقة فقد امتلك كأسها ثلاث مرات متتالية وفي كل مرة يكون النصر طرفا في الفرح بإقصائه قبل خط النهاية، خصوصا أن الفريق سيبدأ غدا رحلة المشوار الآسيوي أمام السد القطري بالذات حين يستكين اللاعبون ويركنون للفرح ويتجاهلون أهمية المرحلة المقبلة بل وربما يقنعون أنفسهم بعذر الإرهاق الوهمي، فقدرة لاعب الكرة على العطاء بنفس القوة تصل للخمسين مباراة في الموسم الواحد مع إن هذا الرقم يكسر عند كثير من لاعبي الفرق الأوروبية العريقة في حين أن اللاعب المحلي لا يكاد يصل للرقم أربعين وفي فترات زمنية طويلة يتخللها إجازات رسمية عدة.
ومتى ما أدرك لاعبو الهلال بأنهم مطالبون بالمحافظة على ذات الطموح ونفس الرغبة واستمعوا بذهن صافية للغة الجسد القادر على الاستمرار بنفس الحيوية والنشاط غير آبه بالمؤثرات الداخلية والخارجية، فإنهم بلا شك قادرون على مواصلة الإنجازات، فهم وللأمانة الأفضل وبمراحل سواء فنيا أو تكتيكيا وحتى فكريا ونفسيا.
الهاء الرابعة
أما وعدتني يا قلب أني إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى
فما لك كلما ذكرت تذوب