قوة الزعيم وعنفوان الراقي
لو كانت كرة القدم تقاس بالمستويات وبالذات آخرها لباركت من الآن لأهلي الراقي تحقيقه كأس ولي العهد وقبل أن تطلق صفارة البدء فالفريق قدم في مباراة نصف النهائي كل فنون الكرة فالروح العالية حاضرة وبقوة وهي من قادته للختام الكبير والانضباط التكتيكي موجود وتنوع وسائل وطرائق تنفيذ الهجوم وصده متوفرة وبطرق شتى فتارة من اليمين بوجود مالك وتيسير ومسعد ومثلها من الخاصرة المقابلة وحين (خبص) مدربه بإخراجه للمهاجمين كان البديل (الجيزاوي) يمثل روح الأهلي الجديد ومنذ أن أشرف الأمير فهد بن خالد عليه فانطلق بمجهود خرافي وجندل المنافسين الواحد تلو الآخر حتى واجه وليد وحين رأى الشباك لم بحرفنة كبار وبمهارة لاعب من طينة العمالقة
كل هذه المعطيات أفرزت فريقا قويا شرسا يهاجم بعنفوان ويدافع بإحكام شديد وقد وضع الذهب نصب عينيه وهو يسير الهوينى لا خوف من المنافس ولا وجل من المناسبة والأهلي بأمانة يجمع بين روح الشباب وبين خبرة الكبار ولديه لاعبين مهرة قادرين على إحداث الفارق الفني ولكن مصدر قوته الأساسية في رغبته الجامحة في تحقيق اللقب وقد كانت هذه الرغبة واضحة في لقاء الشباب فقد تجاوز اللاعبون بحماسهم تخبطات مدربهم ونجحوا في رتق كثير من أوجه الخلل في خطته الفنية والتي تحتاج لوقت طويل حتى يستوعبها المنفذون خصوصا وأن ملامحها بدأت تظهر جلية في المباريات الأخيرة
في الجهة الأخرى من النهر وقف الهلال شامخا تاريخا وحاضرا فهو يمثل بطل كل الأحقاب وإن كانت هذه حقبته فهو مستقر تماما إداريا وفنيا وعناصريا واللاعبون شربوا خطة الداهية وأتقنوا أغلب فصولها ووصلوا لمرحلة متقدمة منها ولم يبق إلا الثلث تقريبا فهو يقدم مستوى ثابتا عند حضوره وإن خف الوهج أو ضعف الرتم فمن هبوط في مستوى بعض العناصر المؤثرة والمباراة الوحيدة التي تجلى بها جل الفريق استقبلت فيها شباك العميد خماسية تاريخية
في هذه المسابقة تباين مستواه فظهر خافتا أمام الفيصلي ورائعا أمام الغريم التقليدي ثم هبط المعدل في وجود حيوية نجران
ومن مباراة لأخرى يثبت هلال جيرتس أنه لن يخسر إلا بفعل لاعبيه فإن كانوا في الموعد فهم أصحاب اليد الأعلى ولا يد تعلو على أيديهم وإن تقاعسوا فشباك مرماهم موعودة بأهداف أشكال وألوان
الهاء الرابعة
شكا ألم الفراق الناس قبلي
وروع بالنوى حي وميت
وأما مثل ما ضمت ضلوعي
فإني ما سمعت ولا رأيت