(... وعاد سفيه الأعراس)
في الحجاز حيث نشأت وترعرعت كانت ولائم الأعراس تقام جماعيا حيث يهب أبناء الحي الواحد مع أصحاب الزواج فمنذ الصباح الباكر تجد الكل الشيوخ والشبان والأطفال ومن مختلف المشارب يقفون وقفة رجل واحد مع صاحب المناسبة وكأنهم (المعازيب) في حين أن من يأتي من خارج الحي أو من نطاق المدينة هم الضيوف
وخلال يوم كامل من بزوغ شمس الخميس وإلى سحر الجمعة تتحول الساحة الفارغة في وسط (الحارة) إلى خلية نحل الكل مشغول بالإعداد والتجهيز
ومع كل المظاهر الإيجابية والسعيدة كانت هناك ظاهرة (غريبة) ومزعجة بشكل كبير حين يأتي شخص كامل النمو جسدا ولكنه فاقد لنعمة (العقل السليم) وحوله يجتمع صبية يتدربون ليصبحوا مثله في يوم من الأيام ومن خلال هذا التجمع الفوضوي يبدأ ذلك الشخص والذي يسمى (سفيه الأعراس) بمحاولة تشويه الحفل بحركات صبيانية يغض العقلاء عنها النظر حتى تبلغ الأمور حدا لا يمكن السكوت عليه خصوصا مع توافد أفواج الضيوف عندها ينبري أحد رجال الحفل ويذهب إليه ويحاول إقناعه إما بطبق لذيذ
أو بـ (علقة ساخنة)
ومع تقادم السنين وتطور المجتمع وطغيان المدنية الحديثة اختفت أبرز ملامح الزواج الشعبي وركن الناس لقصور الأفراح وبطاقات الدعوة المحددة للضيوف وأحيانا لطرق دخولهم وأصبحت بعض البطاقات تحمل عبارة (ممنوع اصطحاب الأطفال) ومعها اختفى (سفيه الأعراس) ولم يعد له وجود
في ساحتنا الرياضية عادت هذه الظاهرة بعد فوز الهلال بلقب الدوري وجاء صاحب زاوية وهو عنوان وضع للتمويه فهو أزيز مزعج وليس له إلا التدليس وقد حاول صاحب (خماسية القرن) فهو لخمس مرات يحضر لإدارة المركز الإعلامي لناديه ثم يطرد مرة أخرى ولأسباب عديدة ربما يأتي اليوم الذي نستعرضها بالتفصيل
وقد عنون لطرحه بـ (شبيك لبيك) لأنه ما زال متأثرا بأفلام الكرتون علاء الدين والمصباح السحري وجزيرة الكنز و(عدنان ولينا) وفيه حاول (العزف) على استفزاز مشاعر أهل الفرح بطريقة ليس فيها منطق ولا عقل بل ويترفع عنها كل صاحب فطرة سليمة ونفس مطمئنة وهو للأمانة خير من يفتي بالعزف ومشتقاته فخبرته العريضة في هذا المجال تمكنه من اللعب على الأوتار.
الهاء الرابعة
أعرض عن الجاهل السفيه
فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر (الهلال) يوما
إن خاض بعض (....) فيه