(كان صرحا من خيال .. فهوى)
بعيدا عن الخلافات الكبيرة التي اندلعت مؤخرا في قضية (النقل التلفزيوني) بعد بيع قنوات راديو وتلفزيون العرب كامل قنواتها الرياضية لقناة الجزيرة القطرية في صفقة تعد الأضخم في تاريخ الإعلام المرئي العربي وبعد أن اتضحت الصورة فيما يخص حقوق المشتركين السابقين في قنوات (art) وأن بإمكانهم متابعة المدة المتبقية من اشتراكهم دون هدر لحقوق أحد
وبمنأى عما أحدثته القناة من توتر كبير في الشارع الرياضي جراء الانتقائية المقصودة في مسألة اللقطات المترتب عليها عقوبات ورضوخ لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لتلك اللقطات بل وقدرة القنوات على فرض وصاية غير مباشرة على واقع الكرة المحلية ومشرعيها وما يحسب لها في هذا المجال أن الشارع الرياضي بمختلف شرائحه وأطيافه يصنفها كل على حسب رضاه وغضبه منها فتارة اتحادية وأخرى نصراوية ومرة محابية للشباب ورابعة هلالية الهوى والميول وللأهلي في التصنيف قدر من النصيب ولتكن هذه التصنيفات شهادة براءة مما اتهمت به وإن كنت أرى أنها (بين البين) وأنها في كثير من المواقف مسيرة وليست مخيرة
لكن وبما أن ما حدث من عملية (البيع) يعتبر من وجهة نظري انهيارا تاما لإمبراطورية إعلامية ولدت عملاقة وماتت واقفة وما الأحرف السابقة إلا تباريح جوى لصرح من خيال فهوى
ومع كل هذه المتناقضات إلا أن القناة بكل طاقمها وبقيادة الزميل العزيز (وليد الفراج) قدمت جهدا خرافيا وأحدثت نقلة نوعية في تناول أحداث الكرة السعودية ومتابعة أدق تفاصيلها ولو قدر لها أن تستمر بنفس الطاقم السابق الذي كان يديرها قبل تولي (الفراج) المهمة فإنني أتوقع أن تظل كما هي دون حراك إيجابي للأمام وكانت الوجبات الإعلامية ستقدم لنا (باردة) ودون أن يوضع عليها قليل من البهارات الزكية وغير المؤذية
ولكم أن تعرفوا بلغة الأرقام التي لا تجامل ولا تتجمل لأحد بأن القناة ومنذ عام (2006) فقط قامت بنقل (1157 مباراة) بل وأقامت في كثير من المباريات (أربعة) استوديوهات تحليلية في نفس الوقت وهي التي دربت ما يقارب خمسمائة شاب سعودي وجعلت منهم كوادر مؤهلة في إنتاج البرامج والنقل التلفزيوني
وما هذه الأسطر إلا عبارة (شكر) لكوادر وطنية نجحت في تكوين (إمبراطورية إعلامية) وقد حالت الظروف دون إكمال المشروع الضخم
الهاء الرابعة
أعذريني ترى ما عاد تجدي حلول
نافذ الصبر لو سلم سلاحه (شجاع)
كم تمنيت عشرتنا هناها يطول
والفرح ما يفارق عن عيونك ذراع