2010-01-07 | 18:00 مقالات

 "الأصلع والحلاق الغشيم"

مشاركة الخبر      

يحكى أن هناك شخصاً فشل في حياته فشلا ذريعا، فما أن يدخل في مجال حتى يخرج منه مهزوما وخاسرا وخفا حنين يطوقان عنقه، وظل على ذلك ردحا من الزمن حتى يئس وانكسر وحاصرته الهموم من كل حدب وصوب وغزا مفارقه (الشيب) وأثرت عوامل التعرية عفوا أقصد الزمن في ملامحه وأصبح كئيبا خائر القوى منزويا عن الناس في بيته بعد أن كان خلال رحلة الفشل الطويلة شاغل الدنيا ومشغل الناس ولكن بطريقة أشبه بالمثل الشعبي (عكوز بكوز في كل مكان مركوز)
وقد ابتعد عنه الجميع ولم يبق له لا جليس ولا ونيس، فقد كان في ريعان قوته متغطرسا وحاد المزاج وذا لسان سليط ولم يكن يحسن السلوك ولا المعاشرة.
وفي يوم من الأيام حضر إلى منزله صديق قديم يملك نفس المواصفات.. فالطيور على أشكالها تقع، وذهل حين رأى البيت مظلما سوى من نور خافت لسراج قديم يعمل بالزيت، ولمح من وراء العتمة شبحاً يجلس القرفصاء واضعا رأسه بين ركبتيه، وسمع وسط الصمت المخيف تأوهاً يشبه ارتداد الريح في تجويف صخري بمنطقة صحراوية قاحلة.
وقف الزائر الغريب برهة خلف النافذة المكسورة.. ثم أزاح الستارة المتهرئة عن ناظريه ونادى الكائن الشبح (يا فلان يا فلان) فلم يجب عليه أحد، ثم رفع قريحته وأنشد بصوت عال (هل أنت فلان بن فلان بطل الزمان وسيد الفرسان).. لعلمه أن صاحبه القديم ينتشي (طربا) ويحب (السامري) وكيل المديح في شخصه حتى لو كان زورا وبهتانا،
وهنا كانت المفاجأة لقد ارتفع الرأس وغادر مقره من بين الركبتين وأجاب من الطارق؟
دخل الزائر إلى المكان واستفسر من صاحبه عن التحول الذي طرأ على حياته وكيف أصبح في فترة قصيرة من مثال (للتنطط) في كل مكان إلى جثة هامدة تنتظر مثواها الأخير وقضيا الليل في سرد التاريخ الأغبر، وقبل أن
( تبزغ) الشمس (حلوة تبزغ).. قرر الزائر(النتن) أن يخرج صاحبه القديم من عزلته ويعيد الحياة إلى أوصاله ـ ليته لم يفعل ـ ويمكنه من الثقة بقدراته ـ بيني وبينكم ما كان عنده لاقدرات ولا هم يحزنون ـ المهم إنه أشار عليه بأن يجرب الحلاقة فهي الحرفة الوحيدة التي لم يمر عليها في رحلة الفشل، واتفق (صوير وعوير) على ذلك وفي مساء اليوم التالي حضر عوير ومعه رجل أصلع أمرد وأجلسه حيث الظلام الدامس، وطلب من (صوير) البدء في رحلة الحلاقة (رأس ودقن) وحين انتهي طار من الفرح لقد اكتشف أنه حلاق عظيم وسينافس كبار الحلاقين في رزقهم، وعاد للحياة من جديد (توتة توتة خلصت الحدوتة).
( طبعا لأن الأسبوع الماضي كنا في حالة من الترقب، فقد قررت أن أختبر قدراتي في كتابة القصة القصيرة وأن أعرضها عليكم ولكن يمنع منعا باتا الإسقاطات ومن يحاول أن يسقط ستنقل له مباراة خارج أرضه وأوقف له لاعبا يحاول الإيذاء ولم يفعله)

هاء رابعة
الصداقة نقيض للثياب كلما كانت قديمة كلما كانت أمتن .