(الدرس الكتالوني)
ليلة البارحة عاش العالم ليلة كروية ممتعة قبل أن تبدأ، حين استضافت العاصمة الإماراتية (أبو ظبي) نهائي كأس العالم للأندية التي جمعت بين العريق (برشلونة) والمغمور الأرجنتيني (استوديانتس)، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر فوزا إسبانيا سهلا مقارنة بين المتنافسين خصوصا أن الفريق الأرجنتيني لا يضم بين صفوفه سوى لاعب وحيد يصنف من فئة الكبار رغم أنه بلغ من الكبر عتيا، ومع ذلك كان طموح المشاركة في المونديال حافزا لإعادة ريعان شبابه في مقابل أن منافسيه عبارة عن ملايين تسير على الأرض، فمن القائد (بيول) إلى القاطرة (إيبرا) والمواهب الأفضل على مستوى العالم حاضرة وبكل عنفوان.
بل إن الدور نصف النهائي قد أوسع فجوة المنافسة، ففريق (فيرون) بالكاد استطاع الفوز على ممثل الكرة الآسيوية وبفارق هدف، مع العلم أن (بوهانج) تعرض للنقص الحاد في صفوفه بعد أن طرد الحكم ثلاثة من لاعبيه كان ثالثهم حارس المرمى، مما أجبرهم على إعادة هداف البطولة (دينلسون) لحراسة المرمى، فقد جاء الإقصاء بعد استنفاد التغييرات ومع ذلك لم يستطع الأرجنتينيون من تقديم ما يشفع لهم بالمنافسة.
وقد كانت كل الترشيحات تقريبا ترشح برشلونة للفوز باللقب وبكل سهولة، وأن الأمر برمته مسألة وقت وما النزال الأخير كما يفترض إلا كرنفال تتويج ليس إلا.
ولكن العبرة حضرت في تغيير عطاء (استوديانتس) بدرجة كبيرة، فقد تفوق في الشوط الأول ونجح في تسجيل هدف الأسبقية، وفي الشوط الثاني حصن مواقعه الخلفية وفق منهجية منظمة بدرجة كبيرة، وقد كانوا قاب قوسين من إحراز اللقب حتى الرمق الأخير الذي شهد هدف التعادل القاتل.
ولم يستطع أبناء أو أخوان (جوارديولا) من الفوز إلا في الأشواط الإضافية، ليفرح عشاق المتعة وليعرف الآخرون أن كرة القدم ليست بالتكهنات بل بالعطاء فقط ولكم في برشلونة درس كبير خصوصا أولئك الذين نصبوا الهلال بطلا للدوري رغم أن الدور الثاني بالكاد بدأ ورغم أن الشباب يفرق عنه بثلاث نقاط فقط.
هاء رابعة
أحيانا يشدك الرحيل إلى البعيد حين تفقد الرغبة في المكوث بمدائن لم تحسن وفادتك