(لا لون لا طعم لا رائحة)
لم أشاهد في حياتي الرياضية الاتحاد والأهلي بهذا المستوى الرتيب والباهت لدرجة اللا لون فخلال أكثر من تسعين دقيقة لم يقدم العملاقان ما يستحق الذكر وظل المتابع (يناظر الساعة) بتثاقل كبير وبتثاؤب أثقل حتى وصلت الحالة للملل والسأم وبدرجة لن أبالغ لو قلت أن المباراة لو شاهدها أحد لا يعرف الاتحاد والأهلي - التقديم والتأخير - بحكم صاحب الاستضافة لربما أيقن أنها من مباريات دوري الأرياف وما طرح أعلاه ليس فيه أي انتقاص للعملاقين فهما عودانا من سنوات طويلة خلت على إحضار ( وجبة متعة ) تحضر فيها كل فنون كرة القدم
ولن تقنعني ظروف الفريقين قبل المباراة من خلال نقص العناصر خصوصا من فئة النجوم المؤثرين سواء نور وكريري في الاتحاد ومالك وتيسير في الأهلي وغياب مالك يدخل ضمن خاصية غياب الجاهزية الفنية وليس الغياب الجسدي وإن كانت تأثيرات الغياب في العميد عناصريا أكثر فيما يظل التأثير السلبي على أبناء القلعة في ظل الزعزعة الفنية فرحيل (الفارو) المفاجئ وحضور المدرب متعدد الجنسيات في فترة حرجة وضيقة أثر ولكن أيما تأثير.
الأهلي في المباراة واصل سقوطه المعتاد أمام الغريم التقليدي خصوصا في السنوات الأخيرة في حين أن العميد نجح في كسب النقاط الثلاث وأوقف النزيف الحاد الذي اعتراه بعد خيبة آسيا المدوية وتبقى مواجهة الهلال يوم الخميس المقبل مفصلية بالنسبة له فالخسارة تعني الابتعاد الكبير والفوز يضمن العودة من الباب الكبير أما التعادل فسيخدم الشباب وسيبقي الأمور على ما هي عليه على الأقل بالنسبة للفصل الشتوي ويبقى هناك تساؤل بحجم مكانة قطبي جدة في الكرة السعودية لماذا ظهر اللقاء بهذا المستوى الأقل من عادي والممل حد (التنويم المغناطيسي)؟
وهل أصبحت أمزجة اللاعبين وأهواءهم مؤثرة بدرجة كبيرة على عطاء المجموعتين ؟ أم أن نور وتيسير هما رمانة الفريقين وبدونهما تصبح الكرة (طقها والحقها).
في حين يبقى السؤال العريض بعرض مكانة الكرة السعودية ذاتها ( كيف تحول الملعب لفوضى عارمة وأصبح كل من هب ودب يدخل لأرض الملعب وكأننا في دورات حواري رغم أن حالة الإصابة لا تستدعي كل ذلك؟ "ومع ذلك نقول لمبروك زايد ألف سلامة لك يا أخي".
هاء رابعة
إنني لم أعكر صفو حياتهم أبدا، إنني فقط أخبرهم بالحقيقة .. فيرونها جحيماً !!”