هكذا نريد أن نكون
لم تكن مباراة الهلال والشباب مباراة دورية عابرة حتى وإن جمعت المتصدر ووصيفه، بل كانت ملحمة تحمل الكثير من الملامح والعبر وهي بحق (نموذج) للمستوى الفني الذي نطمح إليه والذي من خلاله صنف دورينا على أنه الأول عربيا والثاني آسيويا والسادس عشر عالميا حتى وإن غضب بعض المرجفين الذين من أجل إنكار لقب (نادي القرن) نسفوا بجهل كثيراً من المنجزات التي ما زلنا نفتخر بها فيما هم (حائرون) وخائرون ولكن ليس على طريقة الرفاق.
لقد كانت موقعة (ثنائي العاصمة) الأقوى فنيا واجهة مشرقة مورست فيها كل فنون كرة القدم، فمن حضور جماهيري كثيف ومتفاعل تفنن في أداء "الأمواج الزرقاء" إلى مباراة هجومية مفتوحة حوت كل مهارات المستديرة الصغيرة من لمحات فنية فردية إلى هجمات ذات نهج تكتيكي غاية في الإتقان والجودة، مرورا بصواريخ عابرة للقارات وممزقة في بعض ملامحها للشباك.
كانت المباراة نموذجاً في المستوى الفني ونموذجاً في الأخلاق الرياضية سواء قبل البدء وأثنائه وبعده، فقد جاءت تصاريح الرئيسين عبد الرحمن بن مساعد وخالد البلطان مثالية في لغتها ومضمونها وهكذا صلحت بقية التصاريح، فهما بمثابة القلب للجسد إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله.
هي مباراة تشبه إلى حد بعيد ما نشاهده في دوري أبطال أوروبا خصوصا على مستوى سرعة الإيقاع وتنفيذ الهجمات، ولقد أدهشني التطور اللافت في مستوى راجمة الصواريخ (نيفيز)، وما زلت عند رأيي بأن هذا اللاعب سيكون من أعظم المحترفين الذين مروا على الكرة المحلية.
أما هذا المساء فإننا نطمح بمشاهدة (ديربي) آخر نتمنى ألا يقل عن المباراة الأنموذج
هاء رابعة
يا ليل الصب متى غده ؟
اقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه
أسف للبين يردده