من طول الغيبات
في المواسم الماضية كان كل موسم يطلق عليه (استثنائي) وكانت هناك أسباب منطقية لهذا الاستثناء على اعتبار الاستحقاقات المهمة للمنتخب الوطني وعلى اعتبار أن المنتخب أولا وكانت الانتقادات التي نطلقها على (روزنامة) البطولات المحلية لعدم قدرة اللجان العاملة والمختصة بوضع الجداول وترتيب المشاركات لم تكن موفقة في إدارة دفة الأمور وظهرت الكثير من الثغرات فتارة تلعب المباريات جميعها في يوم واحد وفق قاعدة (ستة في واحد) مما حرم المتابعين من مشاهدة الفرق المنافسة وجاءت عملية الحصر غير منطقية ثم جاءت أثقال الإرهاق والازدواج العنيف والتداخل المضحك المبكي لدرجة أن الفرق تلعب ثلاث مباريات متتالية في ثلاث بطولات مختلفة وفق تداخل لا يحدث حتى في (الدورات الرمضانية) بل وحتى دورات (الحواري) وكان الدوري والذي يعد البطولة الأهم وعنوان القوة والتميز لنجاح أي كرة قدم في العالم يعاني من تخبط كبير فتارة يتم التوقف لأسابيع عدة تتجاوز الستة وتارة تلعب المباريات دون اللاعبين الدوليين وتارة تستغل فترة التوقف لإقامة مباريات مسابقات خروج المغلوب ومابين الازدحام والتوقف والتباين والتداخل كانت هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين خصوصا المهمين منهم يتعرضون ومن جراء كثرة المشاركات وتنوعها إلى مشاكل عديدة فمن إصابات عنيفة ومؤلمة إلى انخفاض حاد في المستويات الخ
والآن وبعد خروج المنتخب الوطني من تصفيات التأهل لكأس العالم ونظرا لعدم وجود أي استحقاق مقبل في الفترة المقبلة كنا نتوقع أن تكون هناك (روزنامة) مرتبة خالية من التوقفات تعطي للدوري خاصية الاستمرار وهي الخاصية التي تزيد من مساحة الإثارة ومن نتائجها الارتفاع الكبير في مستويات الفرق والأفراد بل وتعطي للمتابع أيا كان نوعه قدرة على الاستمتاع والدخول في أجواء المنافسة
ولكن أيا من ذلك لم يحدث فجاءت قضية (يوم الفيفا) والتي كنا نطالب بها منذ سنوات لكنها جاءت بطريقة غير مثمرة بل مضرة بدرجة كبيرة فالمنتخبات المختارة لم تكن من النوع الذي تحتاج كرتنا الاحتكاك بها فرديف منتخب تونس الشقيق ومنتخب المصارعين الروس لم يكونا مفيدين للاحتكاك بهما حتى أن (راقصي السامبا) تواجدوا في المنطقة ولعبوا مع إنجلترا وعمان ونحن لم نكلف أنفسنا بالتفاوض معهم لإقامة مباراة تلوي أعناق الإعلام العالمي نحونا وتعطي لاعبينا حافزا آخر لخوض نزال يثبتون معه قدراتهم
والمشكلة الأكبر أن هذا اليوم أعادنا لأسطوانة التوقف المتكرر كما يحدث مع حافلات نقل الطلاب فمن أجل مباراة يتوقف الدوري لمدة شهر ومن أجل أخرى يتم التوقف لثلاثة أسابيع وفق معسكر طويل يزيد من حالات التشبع والسأم لدى اللاعب المحلي الدولي فتختلف عليه المدارس التدريبية ونوعية التدريبات ويتكون لديه تشتت في الذهن والتركيز وكان المنطق يحتم التوقف لمدة أسبوع فقط فستة تدريبات تكفي قبل أي مباراة إضافة إلى أن المباريات الدولية يجب أن تكون من العيار الثقيل وأن تلعب خارج حدود الوطن وفي ظروف بيئية مختلفة
هاء رابعة
لو تراه يا أبا الحسن
قمرا أوفى على غصن
كل جزء من محاسنه
فيه أجزاء من الفتن