2009-11-20 | 18:00 مقالات

عادت داحس والغبراء 

مشاركة الخبر      

خير وصف لواقع العرب منذ أن نطق يعرب بلغة الضاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هو ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ): "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".
فمنذ بزوغ فجر العروبة ونحن نمارس السقوط لأتفه الأسباب تارة فرادى وأخرى جماعات فكنا نتقاتل لسنوات طويلة رغم أننا أبناء عمومة وبيننا أواصر قرابة ورحم من أجل بعير وبيضة ونبيد بعضنا بفجور في الخصام بل ونصور المتمادي في الخصام على أنه (بطل قومي) ونظل نتغنى به ونؤلف فيه المئات من الروايات والقصص لأنه قتل وشرد ورمل ويتم إخوته وأخواته.
وفي أخرى نبقى لأربعين عاما نتقاتل من أجل (فرس وحصان) في سباق ودي ولم يكن على جائزة عالمية ولم يكن لنا في تاريخنا الطويل قبل الإسلام ما يشرف إلا في أيام معدودة كيوم (ذي قار) في مقابل سنوات فشل وعار نحفظ منها ثمانين عاما (والعدد في الليمون).
وحين جاء الإسلام طهر النفوس ورفع من الهمم وأزكى العقول فأصبحنا بعد ذلك في الصف الأول على مستوى شعوب الأرض بل وجعلنا رب الكون خير أمة أخرجت للناس ولكن (واشيب عيني من لكن) ابتعدنا عن الإسلام فابتعدنا عن العزة وبدأنا نعود لأسطوانة (البسوس) و(داحس والغبراء).
ولكم في (الجلد المنفوخ) خير دليل فهذه المستديرة الصغيرة التي أقرت من أجل الترويح عن النفس وسط زمن مادي متعب يحتاج فيه الإنسان للراحة والهدوء ولكننا قررنا ومن خلال اندفاع عاطفي من فئة أرادت أن تزرع الفتنة ونجحت في استمالة الضعفاء بتكريس ثقافة القطيع فانجرفت وسائل الإعلام خلف رعاع يعشقون الإثارة حتى لو كانت على حساب قيم ومبادئ بل وإن كانت وسائلهم تضرب في لحمة أمة يحيط بها الأعداء من كل جانب وفي زمن أصبح فيه الإعلام سلطانا يصنع الرؤى ويحدد الصور ويقرر تصنيف الشعوب بل ووصلنا سواء بجهل أو بعمد لوضع مزرٍ خصوصا وأن الصحافة اليهودية استغلت موقف الخلاف العربي العربي بين (الشقيقين) المصري والجزائري وظهرت للعالم بثوب الرجل الحكيم وطالبت المعسكرين بالتزام الهدوء وتقديم الحكمة كما فعل (إبليس) في دار الحكمة
لم أرغب الخوض في تفاصيل الأحداث (فالشيطان يكمن في التفاصيل) أو أن أميل لطرف على حساب الآخر فكلا الطرفين بالنسبة لي وأظنه لكم كذلك (عينان في الرأس) ولكنني صدمت من رفض مسؤول في اتحاد كرة بلاده (قبلة أخوية) من نظيره الآخر.

 هاء رابعة
 من ساءه سببٌ أو هاله عجب
فلي (ثمانون عاما) لا أرى عجبا
الدهر كالدهر والأيام واحدة
والناس كالناس والدنيا لمن غلبا