أندية بلا هوية
في حلقة من مسلسل (طاش ما طاش) الرمضاني ـ رغم تحفظي على كثير من أفكاره ـ تناولت قصة مواطن شاب يفقد (بطاقة الهوية) ويدخل في إشكالات ومفارقات عجيبة دون أن يجد حلاً جذرياً لمشكلته ورغم كون السيناريو يحمل مبالغة مباشرة إلا أنها تعتبر ضرورة فنية لإيضاح صورة ما.
ذات الحال تنطبق على الأندية السعودية (المحترفة) أو المنحرفة، والانحراف يعني عدم السير في الطريق الصحيح، فلا هي هاوية ويتم التعامل معها على هذا الأساس ولا هي محترفة بالمعنى السليم لتصبح ذات طابع خصوصي استثماري يسمح لها على الأقل باستخراج سجل تجاري معتمد وليس صورياً قابلا للرفض في أي لحظة ومن أي مصدر ومن ثم يحق لها الإدراج ضمن سوق الأسهم.
ولكم أن تعرفوا أن الوضع القائم لأندية الوطن ـ دون استثناء ـ يعني أنها مخصصة مع وقف التنفيذ أو بلغة أصح هي محترفة (حبر على ورق) وتراخيصها صادرة من الغرفة التجارية بجدة لمدة سنة فقط وليس لها سجل تجاري يعطيها الحق في ممارسة الاستثمار بوجهه الحقيقي والمستقل وما حدث في هذا الجانب لا يتجاوز مسألة الرعاية الاستثمارية ـ ومع كونها خطوة مهمة في طريق الخصخصة بل لن أبالغ لو قلت إنها قفزة هائلة ونوعية في نفس الاتجاه إلا أنها ستظل ناقصة لو تم الاكتفاء بها أو التوقف عندها ـ ونحن نسمع بين فترة وأخرى أن خصخصة الأندية ستبدأ بعد عامين والفترة الزمنية المطروحة تعتبر قصيرة في عمر النقلات النوعية الواثبة والواثقة وإلى الآن لم يتم وضع جدول زمني تدريجي لعملية التحول حتى ولو جاء وفق نظرية (الانشطار الثنائي).
وبقي أن نشير إلى أن أي ناد لا يملك الحق حاليا (باسمه) أن يعمل مشروعاً استثمارياً ولو فكر بإنشاء ملعب مستقل فإنه سيضطر أن يسجله باسم شخص آخر والأكثر إيلاماً من ذلك أن أي ناد لا يستطيع حتى أن يفتح حسابا مستقلا في أي بنك وسيعمد للتحايل لعمل ذلك.
هاء رابعة
وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره.