أنا وأخويا على ناجويا
لم يكن الاتحاد مساء البارحة الأول هو الاتحاد الذي نشاكسه ويشاكسنا على المستوى المحلي بل كان الشقيق الذي يمثل أشقاءه جميعا ولم يكن شعاره في ذات المساء الأسود والأصفر بل كان فيه الأزرق والأحمر والأبيض وجميع ألوان الطيف ولن أبالغ لو قلت أنه (الأخضر والأبيض) وليس المقصود هنا الغريم التقليدي وإن كان يشمله بل المعني بذلك شعار الوطن وراية التوحيد التي ارتفعت في المدرجات مع كل هدف من (نصف الدرزن) أشكال وألوان والتي قادها (مفتاح جدة) وسجل قائما وقاعدا وعلى جنبه ولولا احترامه لكرة القدم لسجل وهو نائم تاركا أصحاب العيون الضيقة من اليابانيين ومن يشابههم في البصيرة يسهرون جراها ويختصمون وقد أثبت بلغة الأرقام أنه أفضل لاعب في القارة لهذا العام إن لم يخترع اتحاد ابن همام أمرا جديدا على غرار ما حدث مع الناشئ خلفان إبراهيم قبل سنوات.
في مساء العميد حضر سلطان الرياضة وحضر الوطن بأسره سواء في الملعب أو خلف الشاشات الصغيرة والقلوب معلقة والأبصار متسمرة نحو ملعب عبد الله الفيصل فالاتحاد يمثلنا جميعا خصوصا وبعد أن قاد دفته (طبيب القلوب) وبعد أن أصبح يحترم المنافسين ويبادله الأشقاء نفس المحبة والاحترام ويقفون معه بكل قوة وهي سياسة اتحادية راسخة في تاريخه فهو كان يمثل (صوت العقل) قاطعاً الطريق على بعض الذين يريدون تغيير صورته الناصعة البياض وتحويله إلى خصم للكل بعد أن كان (الحبيب الأول) لهم أو لبعضهم على الأقل وبعد أن كان مثالا للديمقراطية تحول لساحة صراعات (ديكتاتورية) يستخدم فيها أبشع وسائل التشويه بما في ذلك اختراق الخصوصيات بأفعال لا تتم إلا في أفلام المخابرات أو أصلها من الواقع ووقتها كنا نحارب هذا التوجه ونعتبره خطرا يهدد الاتحاد أولا والكرة السعودية ثانيا.
لكن (العميد) عاد حين نجح مشرط الطبيب بمهارة عالية في علاجه وعدنا له جميعا وأخذنا نردد مع (العندليب ) (إتي لحالو) بصورتها الصحيحة والجميلة حيث الفن والإبداع والنقاء.
وبما أنه الآن يعد العدة لشد الرحال لبلد التقنية فإنني أسجل نفسي (اتحاديا) وأظن الجميع معي كذلك لحين العودة - إن شاء الله - ظافرا باللقب الآسيوي فهو أهل له واللقب لا يليق إلا له.
هاء رابعة
لا أحمل صورتك في محفظتي
لكنها تعيش على أية حال تحت جفني
محفورة دون إرادتي
في كل تعبير
في كل بادرة
في كل ترنيمة !