كوع ولد جيراننا
حين أكون بلا صحبة في سفر استعين بعد الله بـ"خير جليس" فأقضي معه ساعات السفر الطويلة والمملة أحياناً، وفي إحدى السفريات الخارجية وحين ربطت حزام المقعد وهممت بقراءة صاحبي الجديد جلس بجواري "رجل خمسيني" ظهرت في مفارقه خصل شيب متناثرة لكنها قليلة، كان بهية الطلة وسيم الخلقة مهذباً ومتحدثاً لبقاً وعلى ملابسه علامات الثراء لكنه متواضع جداً. لم أكترث لوجوده بادئ الأمر، لأنني لا أستسيغ الغرباء فهم دائماً راحلون لكنه ألقى التحية وأعقبها بالمصافحة الحارة حتى شعرت أنني أعرفه منذ زمن بعد أن عرّف بنفسه وأخذ يتحدث بطلاقة لسان وحسن منطق وبثقافة عالية، حتى استكانت نفسي واطمأنت، فطلبت المزيد.. فمثل صحبة هذا يستفاد منها، وفي "تقليده" نموذج نجاح لمن يطلبه. بدأ يحكي قصة نجاحه منذ طفولته البريئة و"المنغصات" التي كان يجدها من المحيطين به سواء من أقرانه في الحي والمدرسة أو من والده، ويعزو السبب الرئيس فيها لـ"ولد جيرانهم الشقي" الذي كان يحاول في بداية الأمر منافسته على الأفضلية في التفوّق لكنه لم يستطع، فقد كان صاحبي في كل عام يأتي من الثلاثة الأوائل، بل والأول تحديداً، وحين عجز "ولد جيرانهم" عن مجاراته وأصبح بالكاد ينجح وينتقل للصف الذي يليه حتى ازدادت مشاغباته فيتدخل في كل شئونه، فحين يتشاجر مع طالب آخر "يفزع مع الخصم"، وحين يتناقش مع أحد المدرسين يتدخل للإدانة ولتصيّد الأخطاء وكان يسعى لتشويه السمعة باختلاق قصص وهمية فارغة يصدقها السذج ممن أغاظهم التفوق. يقول منادمي الجديد عن ذلك "لقد أصبت بإحباط شديد حتى وصلت بي الأمور أنني أصبحت أتمنى ألا أفوز بالمركز الأول حتى لا تطالني التهم التي تعرضني لعقاب والدي، وما منعني عن ذلك إلا مدرس كريم سمع قصتي وشجعني على الاستمرار في التقدم، وألا التفت للوراء بل وأكد لي أن هذه ضريبة النجاح" حينها قرر صاحبنا السير قدماً ولم تهزه "ضربة كوع من ولد جيرانهم" تلقاها بعد نيله شهادة تفوق جديدة، وأمام الجميع الذين لم يحركوا ساكناً مع أنه لو ضرب "ولد جيرانهم كوع" لقامت الحارة ولم تقعد " فكوعه غير عن كوع ولد جيرانهم". -توتة توتة توتة خلصت الحدوتة-.. الهاء الرابعة لعبّ بيّ غرامك فالخفا لعبة الشطرنج ليا دار لعبه بين الأعضاء السياسيه وسبح بي غرامك سبح موج البحر فاللنجّ غفلت وغدابي حبّك شويّه.. شوّيه لاشفت زولك قام يدخل أعظامي بنج أسولف مع العالم وقلبي له نحيّه.