أمسية الوفاء.. ومعاناة الحكام

ـ في مساء الاثنين الماضي.. كنت محظوظًا في حضور مناسبة الحفل السنوي الذي أقامته لجنة الحكام الفرعية، بمنطقة الرياض لجميع حكامها الحاليين والقدماء المعتزلين.. بعد دعوة تلقيتها من رئيس اللجنة الدولي عبد العزيز الأسمري. 

 

ـ الجميل في هذه الأمسية الرائعة، أنها جمعتني بزملائي الحكام السابقين، ممن تشرفت بالعمل معهم في اللجان التحكيمية.. وأيضًا الحكام الذين قضينا معهم ذكريات جميلة أيام التحكيم.. وكذلك حكام الرياض العاملين في الوقت الحالي. 

 

ـ أمسية الاثنين حملت معاني الوفاء الجميل من قبل منسوبي اللجنة الفرعية لحكام كرة القدم بمنطقة الرياض.. يوم أن تم فيها تكريم الحاصلين على الشارة الدولية في "2017م"، وهما الحكمان فيصل القحطاني وعبد الرحمن السلطان، وأيضًا تكريم الحكمين اللذين اختارهما الـ"فيفا" للمشاركة في بطولة القارات المقبلة في روسيا، وهما: فهد المرداسي وعبد الله الشلوي. كما كرّمت اللجنة الحكم الدولي خالد الطريس بمناسبة اختياره ضمن حكام النخبة الآسيوية، إضافة إلى بعض الأشخاص المتعاونين مع اللجنة.. وعلى رأسهم مشاري الربيعة مدير ملعب الأمير فيصل بن فهد والحكم السابق محمد الحركان.

 

ـ ما لفت انتباهي من خلال نقاشات بعض الزملاء الحكام وحديثهم عن هموم التحكيم ومستقبله في هذا الحفل الرائع.. معاناة الحكام من تأخر صرف مكافآتهم!. فمثلاً.. الحكام في دوري المنطقة من بداية الموسم الجاري، وهم لم يتسلموا مستحقاتهم المالية التي تصرف من الهيئة العامة للرياضة، وفي دوري الدرجة الأولى والثانية، ودوري الشباب والناشئين، لهم أربعة مواسم ولم تصرف لهم مستحقاتهم من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أي أن الحكام يصرفون من جيوبهم على التحكيم.

 

ـ المشكلة أن غالبية الحكام الذين يشاركون في دوري المناطق هم من الحكام الجدد ـ معظمهم طلاب وبعضهم من دون وظيفة ـ، يتنقلون ويقطعون مسافات طويلة بسياراتهم لتحكيم المباريات، وهذه التنقلات تحتاج منهم إلى مصروف للنقل والإعاشة وأحيانًا المبيت.. فكيف يصرفون على أنفسهم وعلى تكاليف سفرهم للمباريات، وهم يأخذون مصروفاتهم الشخصية من آبائهم ومن دخل أسرهم؟ ولن أبالغ إذا قلت لكم إنه ذكر لي أن أحد الحكام الجدد اعتذر عن المشاركة في تحكيم إحدى المباريات المكلف بإدارتها خارج منطقته؛ بسبب عدم توافر مصروف السفر للمباراة لديه. 

 

ـ السؤال المطروح هنا: كيف نطالب الحكام المحليين بتطوير أنفسهم ومستحقاتهم المالية تتأخر ولا يتم صرفها لهم أولاً بأول.. أسوة بالحكام الأجانب الذين يأخذون المكافآت أضعافاً مضاعفة وبعد المباريات مباشرة!!.. فمن باب الإنصاف والمساواة.. أن تتم معاملة حكامنا المحليين بنفس معاملة الحكام الأجانب وتصرف لهم مكافآتهم.. إذا ما كان بعد المباريات مباشرة.. على الأقل لو بشكل شهري. 

 

ـ أتمنى من هيئة الرياضة وهي الجهة المسؤولة عن صرف مكافآت الحكام في دوري المناطق، وكذلك من الاتحاد السعودي لكرة القدم، المسؤول عن مستحقات الحكام في دوري المحترفين ودوري الدرجتين الأولى والثانية، ودوري ممتاز الشباب والناشئين.. إلخ... من المسابقات التي يشرف عليها اتحاد اللعبة.. إعادة النظر في آلية صرف مكافآت الحكام.. وعدم التأخر في صرفها.. وأقترح أن يوضع برنامج مالي مربوط بحسابات الحكام البنكية.. بحيث تودع فيها مكافأة الحكام بعد وصول تقرير الحكام في اليوم التالي للمباراة.

 

ـ وإذا كنا تطرقنا إلى معاناة التحكيم في السياق السابق.. فإن ما طرحه الزميل مرعي عواجي عضو لجنة الحكام الرئيسية عن بعض المستجدات التي سيتم تطبيقها في مقبل الأيام، من برامج وآراء وأفكار لتطوير التحكيم.. أمر يبشر بالخير.. فآمل من الاتحاد السعودي دعم هذه الأفكار التي تحدث عنها الزميل مرعي.. ليعود التحكيم المحلي للبروز والتألق من جديد.. داخليًّا وخارجيًّا. 

 

ـ ختاماً.. أشكر رئيس لجنة الحكام الفرعية بمنطقة الرياض الحكم الدولي عبد العزيز الأسمري، وأعضاء لجنته الزملاء عبد الله الشلوي ومحمد القرني وصالح المطيري على الجهود الكبيرة التي بذلوها لإقامة هذا الحفل، الذي تعودت لجنة حكام الرياض الفرعية على إقامته سنويًّا منذ سنوات طويلة؛ بهدف لقاء الحكام السابقين بالحكام الحاليين، وتكريم المتميزين.