حكامنا.. والعودة القوية للمباريات
ـ سجل التحكيم السعودي في هذا الموسم تراجعًا مخيفًا في أدائه.. ما أدى بالاتحاد السعودي لكرة القدم إلى اتخاذ قرار عاجل، تضمن رفع عدد الطواقم من خمسة إلى ثمانية.. ما ساهم هذا القرار في اتجاه الأندية إلى جلب أكبر عدد من الحكام الأجانب في مبارياتها.. ليكون هذا الموسم كأكثر المواسم شهد حضورًا للحكم الأجنبي.. منذ أن تمت الاستعانة به في موسم 2009م.
ـ الحكام الأجانب قاموا في هذا الموسم بتحكيم "35" مباراة.. كأكبر حضور للحكام الأجانب.. مقارنة بأرقام وجودهم في المواسم السابقة.
ـ ولو عدنا إلى المواسم السابقة، نجد أنه في موسم 2009م شارك التحكيم الأجنبي في "17" مباراة، وفي موسم 2010م أدار الحكام الأجانب "30" مباراة، وفي موسم 2011 كان عدد المباريات التي أسندت إلى الحكام الأجانب "17" مباراة، وفي موسم 2012 استعان اتحاد الكرة بـالحكام الأجانب في "13" مباراة، وفي موسم 2013م حضر الأجانب في "9" مباريات، أما موسم 2014 فتم الاستعانة بالأطقم الأجنبية في "14" مباراة، وفي موسم 2015م أدار الأجانب "28" مباراة.
ـ الحضور الكثيف للحكام الأجانب في هذا الموسم.. فقبل النظر إلى التكاليف المالية الباهظة التي دفعت لاستقطابهم، والبالغة "4.720.000" أربعة ملايين وسبعمئة وعشرين ألف ريال.. فإنه أخفى الحكام السعوديين وقلل فرص حضورهم في إدارة المباريات الكبيرة والقوية والتنافسية.. ولم يحقق الهدف الذي تغنى به بعضهم.. وهو أن وجود الحكم الأجنبي في مبارياتنا المحلية سيفيد الحكم السعودي.. أتمنى من تلك الأصوات أن تبين لنا ماذا استفاد الحكم السعودي من مجيء هذا الحكم الأجنبي الآن؟
ـ الوجود الكبير للحكام الأجانب وقيامهم بتحكيم غالبية المباريات المحلية الكبيرة.. ساهم في هبوط مستوى الحكم السعودي، وأثر على ظهوره ووجوده في هذه النوعية من المباريات التنافسية.. وللمعلومية.. من دون توافر مباريات قوية يشارك فيها الحكام المحليون، فإن تطويرهم يكون صعبًا، مهما عمل من برامج ودورات ومعسكرات.. باختصار.. المباريات القوية هي التي تصنع الحكام الكبار.. تصنع قوة في تعاملهم وتصنع قوة في قدرتهم على اتخاذ القرارات الصعبة، وتصنع شجاعتهم وجرأتهم التحكيمية.. وهي بمثابة المعمل الذي يساهم في بناء شخصية الحكام الأقوياء.. فأي حكم لا يجد فرصة في تحكيم مباريات قوية.. فانه بالتالي سيكون مشروع حكم "ضعيف".
ـ فالدوري القوي والمباريات القوية.. هي من تصنع اللاعب الفذ والمدرب القدير والحكم القوي.. إلخ من أطراف اللعبة.. فإذا الحكام السعوديون سيغيبون عن المبايات الكبيرة في مسابقاتنا المحلية.. فكيف سيتطورون؟ وأين المباريات القوية التي سيتم فيها صناعة نخبة حكام وطنيين متميزين؟
ـ تطوير التحكيم السعودي.. يحتاج فقط إلى تنفيذ خطة تطوير مقننة ودقيقة للتحكيم المحلي، توضع من قبل كوادر عملية متخصصة.. بعيدًا عن الخطط التي توضع بواسطة اجتهادات من بعض الحكام السابقين.
ـ فالمال موجود.. وبحسب ما ظهر عبر أحد التقارير الإعلامية.. عن مقدار المبالغ التي دفعتها الأندية السعودية مقابل الاستعانة بالحكام الأجانب من موسم 2009م حتى الآن.. فإن ما تم دفعه هو نحو "22.945.000" مليون ريال.. مكافآت وتذاكر إركاب ونفقات إعاشة وإقامة ومواصلات.
ـ فهذا المبلغ الضخم الذي دفع في "8" مواسم فقط.. أعتقد أنه لو أنفق على مشروع لتطوير التحكيم السعودي.. لكان أفضل وحققنا العديد من المكاسب.. وعلى الأقل.. عدم وصول حال الحكام السعوديين والتحكيم المحلي إلى ما هما عليه الآن.
ـ أعتقد أنه آن الأوان في الوقت الحالي.. لتطبيق الاحتراف في مجال التحكيم.. فإذا كنا طبقنا احتراف اللاعب السعودي منذ أكثر من "20" سنة.. فلا بد من احتراف الحكم السعودي.. فاللاعب والحكم هما من يقومان بالأداء البدني في المباراة وفي التدريب.. بل إن الحكم يبذل جهدًا بدنيًّا يفوق ما يبذله معظم اللاعبين في المباراة.
ـ ختامًا.. أذكر.. أن النجاح التحكيمي في مباريات اللاعبين المحترفين.. تتطلب باختصار.. حكامًا محترفين.. فهل يسارع الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو تطبيق احتراف الحكم السعودي أسوة باللاعب السعودي.. هذا ما آمل تحقيقه. والله من وراء القصد.