قبل انتخابات القدم
بعيداً عن نتائج منتخبنا الأولمبي الذي أخفق في الحصول على كأس آسيا رغم تأهله لكأس العالم غير المستغرب بحكم أن هذا التأهل هو الثامن له.. وبعيدا عن نتائج منتخبنا الأول الأخيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018م .. فإن الكرة السعودية مرت في السنوات الأخيرة بحالة من التدهور والتراجع في النتائج.. فها هي أنديتنا ومنتخباتنا تكاد تكون غائبة عن تحقيق البطولات على المستوى الخارجي بعد أن كانت في سنوات سابقة متربعة على عرش الكرة الآسيوية والعربية والخليجية... وأيضا واكب الكرة السعودية في السنوات الأخيرة على المستوى الداخلي العديد من المشاكل والأخطاء الكوارثية لاتحاد القدم ولجانه.
ـ ولو بحثنا عن الأسباب الجوهرية خلف ذلك .. سنجد أن هذا التدهور والغياب عن البطولات ليس له علاقة بالأمور المالية أو نقص في الملاعب أو ندرة المواهب كما يتحدث البعض .. فالكرة السعودية سبق وأن حققت إنجازات بإمكانات أقل مما هو متوفر الآن .. والسبب ببساطة يعود إلى ضعف أسلوب العمل في اتحاد القدم وطريقة إعداد وتحضير المنتخبات، وأيضا إلى برامج إعداد وتكوين اللاعبين والفرق سواء في المنتخبات أو الأندية.
ـ فمثلا تشكيل اتحاد القدم ضعيف .. وما مشاكله التي يعج بها مع الأندية ومع تطبيقه الخاطئ للأنظمة واللوائح وكذلك برامجه غير الفاعلة والمشاكل الداخلية بين أعضائه وأيضا ما بينه وبين رؤساء بعض اللجان .. إلا شواهد على ذلك.. عموماً هذا ماض وانتهى.
ـ لكن لابد من الاستفادة من هذا الماضي .. فمصلحة الكرة السعودية تتطلب أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة بروز وتطور وتفوق للكرة السعودية وعودتها لتألقها السابق الذي كان حافلا بتحقيق البطولات والإنجازات.
ـ باختصار.. مصلحة الكرة السعودية تتطلب اتحادا يساهم في تطورها ويقودها لتحقيق البطولات وإدارة مسابقاتنا بعيدا عن المشاكل والأخطاء الكوارثية.. وهذا لن يتحقق إلا من خلال اتباع الأنظمة ووجود الكوادر والكفاءات المتخصصة في مجالات كرة القدم تسير إدارة دفة العمل في اتحاد القدم وفي لجانه وهيئاته.
ـ نجاح الاتحاد في مسيرته القادمة يتطلب أن تكون جميع الإجراءات المتبعة في تشكيل وتكوين الاتحاد الجديد متوافقة مع النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم ولوائحه وأنظمته.
ـ وأيضا يتطلب وجود أعضاء ملمين بواقع الكرة السعودية وطبيعة عمل الاتحاد السعودي عن قرب وليس باستقطاب شخصيات لا تعرف اللوائح والأمور الفنية المتعلقة بكرة القدم ولا تعرف سيناريو إدارة دفة عمل اتحاد القدم وإدارة اللجان وإدارة المسابقات السعودية .. فالأنسب أن يكون الأعضاء ممن كان لهم خبرة سابقة في الاتحاد من رؤساء وأعضاء اللجان السابقين .. فهؤلاء لديهم إلمام كامل بطبيعة عمل الاتحاد واللوائح ..
ـ لذلك لا بد من إعطاء الأولوية في تشكيل اتحاد كرة القدم للكفاءات الناجحة التي سبق لها العمل في اللجان.. ليكونوا أعضاء اتحاد كرة .. فهؤلاء سيحققون نجاحاً أكبر من الشخصيات الجديدة والتي سيبدأ العمل معها في الاتحاد من الصفر.. وستمضي الأربع سنوات (دورة الاتحاد القادمة) وهي تتعلم بالتجارب ومحاولة الصح والخطأ.
ـ فاختيار كفاءات مؤهلة رياضياً، وفق معيار التخصص الرياضي والخبرة حسب عمل كل لجنة من اللجان أمر في غاية الأهمية في المرحلة القادمة لقيادة اللجان وإدارة دفة العمل في مجالات كرة بشكل عام .. وليس اقتصار الاختيار على معيار العلاقات والمحسوبيات.
ـ ولا ننسى أن اختيار شخصيات جديدة بعيدة كل البعد عن واقع عمل اتحاد كرة القدم وعمل اللجان .. سيؤدي إلى الفشل وتحقيق انتكاسات جديدة للكرة السعودية كالتي حدثت مع الاتحاد الحالي.. فنأمل إعطاء تشكيل الاتحاد ولجانه اهتماماً وعناية كبيرة .. فنجاح عمل الاتحاد المقبل مربوط بوجود الكفاءات والخبرات المتخصصة والمؤهلة في شئون وتخصصات كرة القدم .. والله من وراء القصد.