الأخطاء .. جهل أم كسر للأنظمة؟!
هناك عوامل تساهم في تحقيق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة.. من أهمهما وجود النظام وتطبيقه بموضوعية وعدل.. وهذا الكلام ينسحب على المجال الرياضي، فعندما تبحث عن منجز أو تفوق رياضي فإنك ستجد خلفه نظاماً مطبقاً بشكل صحيح وعادل.
ـ فوجود الأنظمة أمر هام لنجاح أي عمل سواء كان رياضياً أو غيره.. ولا ننسى أن الحياة في الأساس قائمة على النظام وباتباعه يتحقق فيها التوازن والاستمرار.
ـ الملاحظ في رياضتنا أنه بعد كل مشكلة تحدث.. ترتفع أصوات المطالبة بوضع أنظمة وضرورة اتباعها وتطبيقها التطبيق الصحيح.. وكانت الرياضة لدينا تدار بعيدا عن الأنظمة واللوائح.
ـ حقيقة من الأمور الإيجابية في رياضتنا.. الأنظمة الحديثة التي استحدثت فيها.. فكرة القدم لدينا (مثلاً) صار لها نظام أساسي ولوائح حديثة.. إلا أن المشكلة التي تعاني منها كرتنا في ظل وجود هذه اللوائح والأنظمة الحديثة هي وجود بعض الأخطاء في التطبيق.
ـ كالتي حدثت في الفترة الأخيرة في بعض القرارات.. منها (على سبيل المثال) الأخطاء التي وقعت فيها لجنة الانضباط في قرار مدرب نادي الفيصلي السيد (أنجوس) حينما كانت العقوبة المستحقة بحقه مباراتين ويصدر بحقة قرار بإيقافه مباراة واحدة.
ـ وأيضا في قرار مدرب نادي الشباب (سامي الجابر) تم تأجيل عقوبته بإجراء خاطئ ومخالف للقانون والأنظمة وسمح له بالمشاركة في إحدى المباريات وهو مخالف.
ـ وكذلك في قرار معاقبة لاعبي الشباب والاتحاد (أحمد عطيف، وفواز القرني) واللذين تم تطبيق عقوبات خاطئة بحقهما بعد معاقبتهما بمخالفة مادة الدخول لأرض الملعب وهما لم يدخلاه.
ـ مشكلة تجاوز الأنظمة لم تقتصر على اللجان بل في اتحاد الكرة نفسه .. فقراره بتعيين بعض المنتسبين للجان القضائية باتحاد الكرة للعمل في اللجنة العامة للانتخابات لاتحاد كرة القدم القادمة (لجنتي الانتخابات والاستئناف).. أمر مخالف للنظام الأساسي وفقاً للمادة 49 الفقرة الرابعة التي تنص على أنه: "لا يحق لأعضاء الهيئات القضائية أن يكونوا أعضاء في مجلس الإدارة أو اللجان الدائمة أو المؤقتة أو أي من هيئات الاتحاد أو الأندية". وهذا ما أثاره مؤخرا رئيس النادي الفيصلي حينما ذكر أن أعضاء الجمعية العمومية سيرفضون هذا الترشيح في اجتماعهم الذي سيعقد ظهر اليوم.
ـ فإذا كان حدوث هذه الأخطاء في تطبيق الأنظمة واللوائح ناتجاً عن جهل .. فهي مصيبة!! وإذا كانت تجاوزا وكسرا للنظام وضربه عرض الحائط دون أي مسؤولية أو اهتمام فالمصيبة أعظم!.
ـ عموماً يجب أن تحظى الأنظمة باحترام المعنيين بها (اتحاد كرة، لجان، أندية، أشخاص، جمهور)، كما يجب أن تكون اللجان القضائية المعنية بتطبيقها قدوة حسنة في التزامها بالتطبيق على نفسها وفي أعمالها وقراراتها.
ـ فاحترام الأنظمة وتطبيقها بالشكل الصحيح خطوة إيجابية تؤدي إلى نجاح العمل داخل اتحاد اللعبة ولجانه والأندية الرياضية وبقية الجهات الأخرى، وإلى تطور مستوى الأداء في مجال كرة القدم، وكذلك إلى تحقيق المساواة والعدالة بين المشمولين الخاضعين للأنظمة واللوائح.. بالإضافة إلى تقوية مبادئ أواصر المحبة والأخوة والترابط بين الرياضيين والجماهير إذا عرفوا بأن اللوائح والأنظمة تطبق بموضوعية وعدالة على الجميع.