غابت الأندية .. وفشل التوثيق
دخلت هيئة الرياضة في موضوع توثيق البطولات.. بحماس شديد.. حينما أعلنت دخولها في هذا الاتجاه وعن تشكيل اللجنة المكلفة بهذه المهمة وتحديد المدة الزمنية لعملها وتحديد موعد مؤتمر لإعلان نتائج حصيلة الأندية من البطولات.
ـ ومع هذا الحماس الزائد لهيئة الرياضة بالمسارعة في توثيق بطولات الأندية.. إلا أن الأمر المستغرب.. أنه قبيل موعد مؤتمر إعلان النتائج بساعات.. تفاجأ الجميع بتأجيل هذا المؤتمر إلى وقت لاحق غير معروف.
ـ والسؤال المطروح هنا.. هل السبب خلف تأجيل هيئة الرياضة لمؤتمر إعلان النتائج إلى أجل غير مسمى يعود إلى أنها اكتشفت قصوراً في النتائج التي توصلت إليها لجنة التوثيق؟ وعلى ضوء ذلك اتجهت الهيئة العامة للرياضة إلى التأجيل حتى لا تدخل في حرج مع الأندية وفي نفق مظلم مع الجمهور، أم أن هناك أسباباً أخرى وراء هذا التأجيل.. لا نعلمها؟ أما عذرها بسبب مشاركة المنتخب السعودي.. فهذا عذر غير مقبول، فألا تعرف عن مشاركة المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 وقت تحديد موعد المؤتمر الصحفي الخاص بفريق عمل توثيق الرياضة السعودية. فإذا لم تكن الهيئة تعرف فهذه كارثة أخرى، أو أن السبب الحقيقي هو استجابة لبعض الضغوطات يوم أن أعلنت بعض الأندية عدم اعترافها بلجنة التوثيق ورفضها للنتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة.
ـ عموماً أتمنى من هيئة الرياضة (مشكورة) توضيح سبب هذا التأجيل حتى يكون الشارع الرياضي على اطلاع بخفايا هذا الموضوع وأيضاً حتى لا يفسر هذا التأجيل بتفسيرات أخرى تسيء لمنهجية عملها ولسمعة لجنة التوثيق.. وأيضاً حتى لا يتولد لدى الجمهور الرياضي أن هناك ارتجالية في عمل الهيئة وأن قراراتها تتأثر بضغوط الأندية وضغوطات الإعلام الرياضي.
ـ أعتقد أن هيئة الرياضة أحرجت نفسها يوم أن دخلت في موضوع توثيق البطولات بهذه الطريقة الضعيفة.. فكان من الأولى عدم دخولها في هذا الجانب الذي هو في الأصل ليس من اختصاصاتها المباشرة.. وإنما من اختصاص اتحاد كرة القدم ومن صميم مسؤولياته.. ويوم أن كان للهيئة رغبة في تقديم الدعم والمساعدة كان المفترض عليها تقديم آلية واضحة مبنية على منهجية علمية خاصة بكيفية حصر ورصد البطولات وتاريخها بعد إشراك الأندية وأخذ رأيها فيها.. حتى لا يحدث الفشل.. كالفشل الذي ظهر (مؤخراً) مع فريق العمل (الذي شكلته الهيئة) الخاص بتوثيق الرياضة السعودية.
ـ فكان من المفترض ألا تتدخل الهيئة في هذا الموضوع ويقوم اتحاد كرة القدم بتشكيل لجنة مختصة يتواجد في عضويتها بعض الأشخاص المختصين في منهج البحث العلمي التاريخي مع أشخاص ممن عملوا في أمانة اتحاد الكرة.. كأمناء سر الاتحاد السابقين ورؤساء لجنتي المسابقات والفنية السابقين وأيضاً بعض رؤساء اللجنة الإعلامية وبعض المؤرخين الرياضيين وبعض الشخصيات الرياضية التي عاصرت كرة القدم عن قرب إلى جانب ممثلين عن الأندية، خاصة صاحبة الرصيد الكبير في البطولات.
ـ ثم تقوم هذه اللجنة بمشاركة ممثلي الأندية بوضع الإطار العام والأسلوب الذي ستتبعه في تحديد وتوثيق البطولات الخارجية والمحلية ورصد البطولات الأخرى.. على أن يتم الاتفاق مع الأندية على ضوابط ومعايير توثيق البطولات وتحديدها قبل الشروع في عملية التوثيق.
ـ ويتم تصنيف وحصر البطولات كالتالي:
ـ بطولات الأندية في المستوى القاري (البطولات الآسيوية).
ـ بطولة الأندية على المستوى العربي (البطولات العربية)
بطولات الأندية على المستوى الخليجي (البطولات الخليجية).
ـ بطولات الأندية على المستوى المحلي.. وهنا لابد من التوقف.. فهل سيتم احتساب جميع البطولات الرسمية من الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ وهل أيضاً سيتم احتساب البطولات (الودية) غير الرسمية في جميع المستويات؟ وكذلك هل سيتم احتساب بطولات أخرى؟ فهذه الأمور يجب أن تعرف وتكشف الأمور حولها قبل الشروع فيها.
ـ ومن ثم العمل وفق الآلية (المتفق عليها مع الأندية) على توثيق وحصر البطولات وتواريخها وذلك من خلال مطابقة أرشفة اتحاد القدم مع ما يتم رفعه من بيانات موثقة من جميع الأندية ومن ثم يتم اعتمادها وإعلانها للشارع الرياضي.