2016-08-15 | 01:29 مقالات

اختفاؤنا في الأولمبياد البرازيلي

مشاركة الخبر      

تقام هذه الأيام فعاليات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 م في أجواء تنافسية وسباق بين بلدان العالم على حصد الميداليات .. خاصة وأن تحقيق ميدالية أولمبية في هذه الدورة يعتبر بمثابة ضوء إعلامي لبلد اللاعب قبل أن يكون للبطل نفسه بحكم تسليط وسائل الإعلام في جميع بلدان العالم على أصحاب الميداليات ودولهم .. وهذا بالفعل واقع .. فهناك بلدان عديدة لم نعرفها وتعرف لدى الشعوب الأخرى إلا من خلال الإنجازات والميداليات التي حصل عليها اللاعبون في هذه البلدان في هذا الحدث الأولمبي العالمي.

باختصار شديد الإنجاز الأولمبي أصبح مقياساً يكشف مدى تطور وتقدم الشعوب بل وينظر إليه على أنه مظهر يعبر عن قوة الشعوب بما أن التفوق في الألعاب الرياضية يكون تحت شعار (أسرع، أعلى، أقوى).

فلسفة الألعاب الأولمبية الدولية يجب أن تنطلق منها أهداف مشاركاتنا الرياضية في الأولمبياد نحو إعداد رياضي أولمبي سعودي في اتجاه تكوين لاعبين أبطال أولمبيين سعوديين يكونون هم الأسرع والأعلى والأقوى.

وهذا ليس بمستحيل .. فنحن بلد له مكانة على المستوى العالمي في كافة المجالات سياسيا واقتصاديا وحضاريا والخ... ولا بد أن تكون أيضا لنا مكانة رياضية بين بلدان العالم عندما يكون اسم المملكة العربية السعودية في مركز متقدم في سلم ترتيب الميداليات العام للدورة.

لدينا المال .. فما يصرف على رياضتنا يفوق ما يصرف على الرياضة في بلدان أخرى لها نصيب الأسد من الميداليات للدورة .. ولدينا المكون البشري .. ولدينا أفضل المنشآت والأدوات الرياضية .. وما ينقصنا هو فقط البعد عن اتباع الطرق الرياضية الحديثة التي تراعى عند انتقاء وبناء وتطوير وصقل وإعداد وتحضير اللاعبين للمشاركات وأيضا الاعتماد على التخطيط الرياضي الطويل المدى لإعدادهم وتحضيرهم لمنافسات البطولات الرياضية الخارجية.

عموما .. اختصار الطريق لإعداد البطل الأولمبي يحتاج إلى إستراتيجية إعداد رياضية مقننة علمياً يتخللها العديد من البرامج التدريبية والعلمية والبرامج الغذائية والعمل الاحترافي بأعلى المستويات والدعم المالي والأهم هو تحفيز ودعم اتمع والأسرة الذي يحفز الرياضي لتحقيق الإنجاز.

على أن يتدرج الرياضي في التفوق بداية بالتفوق المحلي ثم التفوق الإقليمي والقاري .. ليصل إلى المستوى الدولي ولديه ثقة قوية في المنافسة والحصول على إحدى الميداليات في المراكز الثالثة.

لذلك من المهم إتباع مشروع وطني يهتم بمتابعة الرياضيين في برامج انتقائهم وإعدادهم وتدريبهم ومشاركاتهم في البطولات المحلية أولا ومن ثم مشاركاتهم الخارجية.

وختاماً علينا أن نستفيد من تجارب الآخرين في هذا اال حتى نختصر الطريق لصناعة أبطال أولمبيين قادرين على تعليق الميداليات الأولمبية على أعناقهم ويرفعون علم وطننا في الأولمبياد.. لا سيما وأننا مختفون عن الميداليات في الأولمبياد البرازيلي الجاري.