2016-01-18 | 02:48 مقالات

الاستثمار في صناعة المواهب الكروية

مشاركة الخبر      

جاء أداء ونتائج منتخبنا الأولمبي في المباراتين اللتين خاضهما إلى الآن في بطولة كأس آسيا تحت 22 سنة بعد التعادل أمام تايلاند (1/1) وأمام كوريا الشمالية (3/3) غير مرضية لمحبي وعشاق الكرة السعودية في هذه البطولة القارية الهامة ..خاصة وأن التفوق فيها يمنح المنتخب صاحب المركز الأول الحصول على كأسها .. إضافة إلى أن المنتخبات الثلاثة الأوائل ستتأهل مباشرة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية (31) التي ستقام في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل في هذا العام 2016م.
ـ فلو حاولنا بحث الأسباب التي أدت إلى تدني نتائج منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها (ناشئين وشباب وأولمبي) وضعف كرتنا بشكل عام .. نجد أنها مرتبطة ببعض المتغيرات التي أحدثها الاحتراف مع مرور الوقت بعد أن قمنا بتطبيقه.
ـ ولو عدنا إلى الفترة السابقة التي عاشت فيها الكرة عصرها الذهبي نجد أن الأندية (لدينا) كانت تهتم بالمدراس الكروية الخاصة بانتقاء وصقل اللاعبين الصغار في الدرجات السنية.. طمعاً منها في إمداد فريقها الأول بمجموعة من اللاعبين الواعدين الذين يدعمون الفريق في المستقبل.
ـ فهذا الاهتمام الكبير من الأندية بالفئات السنية في تلك الفترة انعكس أيضا على إمداد منتخباتنا للنأشين والشباب بلاعبين مميزين .. وهذا ما حدث في السابق .. يوم أن تفوقت منتخباتنا السنية وحققت العديد من الإنجازات القارية والدولية الماضية... كحصول منتخبنا للناشئين على كأس العالم في 89م وتأهله هو ومنتخبنا للشباب لنهائيات كأس العالم مرات عديدة وأيضا تأهل منتخبنا الأولمبي للألعاب الأولمبية مرتين 84م و96م.
ـ عصر الاحتراف الحالي .. حقيقة .. قلل من اهتمام أنديتنا بالمراحل السنية وأصبحت الأندية المحترفة (الكبيرة) تلجأ عند إمداد فريقها الأول باللاعبين إلى جلب اللاعبين المميزين من أندية أخرى وأيضا من أندية الدرجة الأولى والثانية... وهذا في الواقع هو أحد الأسباب التي أثرت على ضعف بناء اللاعبين في مرحلتي الناشئين والشباب بحكم أن البناء أصبح لا يتم في الأندية الكبيرة التي يتواجد فيها أمهر المدربين الأجانب .. أمثال بروشتش وكوبالا وزوران وغيرهم من المدربين العالميين .. وإنما يتم في الأندية الصغيرة التي تعمل بأساليب بسيطة وأجهزة فنية محدودة الخبرة الأمر الذي يجعل بناءها للاعبين فيه نقص كبير لا يرتقي لمتطلبات الإعداد الحديث للاعب كرة القدم.. والواقع الضعيف الذي تعيشه منتخباتنا السنية (الآن) هو أحد المؤشرات التي تكشف صحة هذا الكلام.
ـ وطالما أن أنديتنا المحترفة تخلت عن الاهتمام بقطاعي الشباب والناشئين في الوقت الحالي .. فلا بد من التفكير في حل سريع لعلاج مشكلة بناء وإعداد وصقل اللاعبين الشبان الصغار.
ـ أعتقد أن الاتجاه إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص ..المؤسسات والشركات والبنوك .. وتشجيعها للاستثمار في فتح أكاديميات لكرة القدم تعمل في مجال صناعة المواهب الكروية من خلال انتقاء اللاعبين بشكل مدروس ومن ثم صقلهم وتطويرهم وإعدادهم الإعداد القوي ومن ثم تسويقهم للأندية المحلية وحتى الخارجية .. فهذا هو أحد الحلول الفاعلة والمثلى في صناعة جيل جديد من المواهب الشابة لدينا .. تكون قادرة على البروز والتفوق وتحقيق الإنجازات في أعلى المستويات بشكل شبه مضمون .. تستفيد منه أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في البطولات القارية والدولية في أقرب وقت ممكن .. بدلا من التخبط من سنة إلى أخرى وتكرار الخروج المبكر لمنتخباتنا وأنديتنا في معظم مشاركتهما الكروية.