كرتنا وهذه التحديات
رغم الإمكانات الموجودة
لدينا من مدن رياضية
وملاعب رئيسية ومقرات
حديثة للأندية علاوة على
الأموال الباهظة التي تنفق على كرة القدم
لدينا إلا أن نتائج منتخباتنا الوطنية
وأنديتنا في المشاركات الخارجية في
السنوات الأخيرة دون مستوى الطموحات
التي تتناسب مع هذه الامكانات وهذه
الأموال التي تصرف على نشاط كرة القدم
في بلدنا.
وحتى نحصل على النتائج التي تتوافق
مع هذه الإمكانات المادية والمالية .. فلا بد
من صياغة مشروع حديث لتطوير كرة
القدم لدينا يتواكب مع واقع التحديات
التي تواجه كرة القدم السعودية في الفترة
الحالية ويضمن تصحيح مسارها.
ولو حاولنا البحث عن أبرز هذه
التحديات .. نجد أن من أهمها هو قلة
الممارسين ... فإذا كان آخر إحصائية
للسكان في وطننا بلغ حوالي ) 30 ( مليونا
وعدد الممارسين الذين يمارسون اللعبة لم
يتعدَ ال) 17 ( ألف لاعب من مختلف الفئات
العمرية... لذلك لا بد من تكوين انتشار
كبير للعبة وتكوين قاعدة قوية وكبيرة ..
تساهم في إمداد الأندية والمنتخبات الوطنية
بالخامات الجيدة.
ومن التحديات .. ندرة أماكن الممارسة
للصغار .. فكان الأطفال الصغار )في
السابق( يستطيعون ممارسة كرة القدم
في ظروف بسيطة جدا في ملاعب صغيرة
يتم الوصول لها بسهولة بحكم مساحات
الأراضي الفاضية في الأحياء عكس الوقت
الحاضر والذي يجد فيه الطفل الصغير
صعوبة كبيرة في مداعبة الكرة .. بسبب
زحمة الأبنية وعدم توفر أراضي فارغة
داخل الأحياء مما جعل هذا الطفل الصغير
إلى الممارسة السلبية من خلال الاتجاه إلى
ممارستها عبر الأجهزة الالكترونية.
وأيضا.. القصور في تطبيق
الاحتراف... فالاحتراف الموجود في أنديتنا
الآن ضعيف ومحتواه غير معروف ومحدد
ومساهمته في تطوير اللاعب ضعيفة ..
وأيضا رواتب اللاعبين المحترفين بعيدة عن
التقنين وفيها مبالغة كبيرة فما يتقاضاه
معظم لاعبينا من مبالغ مالية أكثر بكثر من
القيمة الحقيقة لمستوى عطائه الكروي.
وعدم توافر مصادر دخل مالي ثابتة
للأندية .. فالخصخصة هي من سينقلها
لمرحلة جديدة تجعلها قادرة على تطبيق
الاحتراف الحقيقي الذي يتطلب مداخيل
مادية كبيرة لا تستطيع معها تبرعات
أعضاء الشرف الذين يدعمون الأندية القيام
بها، فالخصخصة ستعدل الكثير من الأمور
بنظام تجاري قائم على المحاسبة لنفقات
ومصروفات النادي ومحاسبة عمل إدارة
النادي...
ومن هذه التحديات .. قصور الاحتراف
على اللاعب دون الإداري والحكم .. فالحكم
أو الاداري لا يختلفان كثيرا في التواجد في
التدريب والمشاركة في المباريات عن اللاعب
.. فالحكم والاداري يحتاجان لتفرغ أكثر
حتى تنجح منظومة الاحتراف المتكاملة.
الاستقرار الفني والإداري واحد من
التحديات التي تواجه كرة القدم لدينا ..
ففي السابق لم تكن كرة القدم تعرف
التغيير المستمر لإدارة النادي أو المنتخب
أو تغير مدرب الفريق بعد الفشل في
تحقيق بطولة ما .. بل كانت كرة القدم
تتميز بالاستقرار الطويل والمدرب له
صلاحية كاملة في اختيار اللاعبين ووضع
الخطط والتشكيلة المناسبة للمشاركة في
المباريات... عكس ما يحدث الآن هناك
تدخل في عمل المدرب وأصبح هو الشمّاعة
التي تعلق عليه مشاكل الفريق وأصبح
عرضة للتغيير حينما يحدث تذبذب في
المستوى أو تدني نتائج الفريق.
ومن التحديات كذلك .. ضعف التخطيط
في مجال إعداد وبناء اللاعبين .. ففي
السابق كان هناك اعتماد على الكشافين
عن المواهب الشابة والعمل على تحويلها
إلى نجوم لامعة والكل يتذكر المتابعة التي
كانت تحظى بها فرق الحواري والمباريات
المدرسية وكم تخرج منها من نجوم حملت
لواء كرتنا في أزهى فتراتها.
وختاماً علينا إعادة النظر في واقع
كرتنا ودراسة هذه التحديات التي تواجهها
في مجال التطوير.. لا سيما وأن البلدان
المتقدمة كروياً تبذل جهدا كبيرا في مجال
التخطيط ووضع الخطط الطويلة لتأهيل
اللاعبين والحكام والمدربين وكوادرهم
المساعدة وإعداد الفرق وفق مفاهيم الكرة الحديثة .