2015-01-19 | 08:06 مقالات

الأخضر وخطوات العودة

مشاركة الخبر      

في مقال الأسبوع الماضي طالبت المنتمين لوسطنا الرياضي من نقاد وإعلاميين وجماهير بأن يكونوا واقعيين في تعاملهم مع لاعبي منتخبنا وأجهزته الفنية والإدارية وألا يهاجموهم أو يقللوا من شأنهم ويوجهوا الإساءات والاتهامات لهم وألا يطلبوا المستحيل وعليهم بأن يقبلوا بأي نتيجة يحققها الأخضر ولا ينزعجوا حتى لو غادر الأخضر البطولة من الدور التمهيدي.. وما دفعني لذكر هذا الكلام هو إدراكي بأننا سنخرج من البطولة مبكرا (بانتهاء الدور الأول) وهذا ما حصل يوم أمس بعد الخسارة المتوقعة من المنتخب الأوزبكي 1ـ 3.

ـ فنحن ذهبنا لهذه البطولة وأوضاعنا الفنية لم تكن جيدة .. فالأثار السلبية لخسارة دورة الخليج على أرضنا ما زالت باقية والمدرب تم تغييره .. باختصار لم نكن مستعدين الاستعداد المناسب لهذه البطولة القارية .. ويكفي أن مشاركتنا كانت بمدرب معار لم يحضر إلا في أيام قليلة قبل البطولة.

ـ فالمنافسة في بطولة قارية والوصول لأدوارها النهائية .. لا تأتي صدفة أو بضربة حظ .. وإنما تحتاج لبناء منتخب قوي عبر تخطيط طويل ودقيق... وهذا ما افتقده الأخضر في السنوات الأخيرة والذي يلاحظ أن له في كل بطولة تشكيلة تختلف عن البطولة الأخرى ومدرب يتغير بين حين وآخر.

ـ الحديث الذي أدلى به محمد السهلاوي و وليد عبدالله وأسامة المولد بعد المباراة شخص علة الأخضر الحقيقية .. حينما لمحوا إلى أن فارق الإمكانات بينهم وبين المنتخب الأوزبكي وعدم مجاراة لاعبيه في قوة الالتحامات كانت هي سبب الخسارة.

ـ حقيقة مشكلة الأخضر ليست في إبعاد لاعب واستدعاء آخر أو إحضار مدرب معروف أو غيرها من الحلول المشابهة ... فالمشكلة أكبر وتتطلب تحليل الأداء الكروي لدينا في الأندية قبل المنتخب... عموما إذا أردنا العودة للمنافسة في البطولات المقبلة بشكل شبه مضمون علينا القيام بالخطوات التالية:

ـ دراسة جميع برامج كرة القدم لدينا وإعادة صياغة تخطيط تنفيذها.

ـ الاهتمام بتأهيل المدربين، والحكام، والإداريين العاملين في الأندية.

ـ مراجعة الاحتراف المطبق الآن في أنديتنا... فالاحتراف الذي لدينا الآن اسم فقط .. وقارنوا بين ما هو مطبق في زمن الهواة وما هو مطبق الآن مع الاحتراف .. فالحال هي نفسها .. حصة تدريبية من ساعة ونصف إلى ساعتين يوميا... والسؤال الذي يتبادر للذهن هنا .. ما هو محتوى الاحتراف؟ هل هو تفريغ للاعبين وإعطائهم مبالغ مالية؟ أم أنه برامج تحتوي على حصص تدريب وتعليم وتوعية وتثقيف وتطوير وإعداد وتهيئة وعلاج.. الخ؟ عموما إذا أردنا معرفة واقع وحقيقة احترافنا .. علينا معرفة من يتابع ويقوم بالنواحي الإدارية لتطبيقه .. فالإداريون في الأندية أصلا متعاونون وغير متفرغين (أي محترفين) فهذا دليل على أن احترافنا ناقص ... ولا يوجد لدينا احتراف حقيقي.

ـ اعتماد قياسات جسمية ولياقية ومهارية وذهنية تراعى عند الانتقاء الأولي للاعبين وعند اختيارهم لتمثيل الأندية والمنتخبات.

ـ الاعتماد على خطط البناء الطويل لإعداد اللاعبين للمنتخبات والعمل بسياسة التصعيد الجماعي للفريق من منتخب الناشئين إلى منتخب الشباب فالأول... وذلك بهدف الحصول على الخبرة الدولية بشكل أكبر.

ـ العمل على استقرار المدرب والمدرسة التدريبية في الفريق .. سواء في الأندية أو المنتخبات .. فالاستقرار التدريبي له علاقة بتطور وارتفاع مستوى الفريق.. وهذا ما تعاني منه منتخباتنا وأنديتنا والأخيرة على وجه الخصوص .. فيلاحظ أن بعضها يقوم بتغيير المدرب في الموسم أربع مرات.

ـ زيادة فرص الاحتكاك من خلال المشاركة في المناسبات الكروية .. كالدورات الخليجية والبطولات العربية والدورات الدولية باستمرار بهدف بناء اللاعبين وصقل مواهبهم ومهاراتهم ورفع مستوى أدائهم.

ـ وضع لوائح تنظيم العمل في مجال الإعلام الرياضي وتحفظ حقوق جميع أطرافه.

ـ خلاصة القول إننا من 2007م وإلى الآن وهذا مستوانا لم يتطور .. فالحلول التي نمشي عليها بعد كل خروج من بطولة من البطولات التي شاركنا فيها لم تعد مجدية .. فهل يشهد عام 2015م صياغة جديدة لكرة القدم لدينا وخطوات عملية في أنديتنا تساهم في صنع لاعبين أقوياء يكونوا قادرين على المنافسة بقوة في البطولات القارية والدولية؟. فالأندية .. هي من يصنع اللاعبين بالدرجة الأولى خاصة في هذا الزمن الاحترافي والذي أصبح فيه تفرغ اللاعب مع المنتخب قصير جدا.