%50 استقرار للمدربين
عندما تفتش عن أسرار تفوق أي فريق لكرة القدم .. ستجد أن السر الأول هو الاستقرار التدريبي (أي أن المدرب له فترة طويلة مع الفريق) وعودوا للأندية والمنتخبات التي حققت البطولات وحصدت الإنجازات سترون أن المدربين يستمرون معها طويلا.
ـ استقرار المدرب .. عامل من العوامل الرئيسية لصناعة فريق قوي .. بحكم أن عمل المدرب الناجح يوفر العديد من متطلبات التفوق في المباراة.
ـ كالانسجام والتجانس في أداء الفريق..إلخ. فالمدرب عندما يمكث فترة أطول مع الفريق تكون لديه معرفة كبيرة بنفسيات اللاعبين وقدراتهم وإمكاناتهم الحقيقية .. وكذلك معرفة بنقاط القوة والضعف .. بل ويكون ملماً بكل صغيرة وكبيرة في الفريق.
ـ توافر التكتيك المناسب والفعال للفريق .. هذا العامل أيضا يحتاج لاستقرار تدريبي ويحتاج لفترة عمل طويلة من المدرب تمكنه من الاختيار المناسب لتشكيلة اللاعبين الذين ينفذون التكتيك .. وبالمناسبة التكتيك الذي ينهجه المدرب مع الفريق يعتبر واحدا من أهم العوامل الرئيسية التي تحقق تفوق الفريق وتجلب له الفوز.
ـ صقل وتطوير مهارات اللاعبين وبنائهم .. وهذا كذلك يتطلب برنامج وخطة تدريب يومية طويلة من المدرب وعندما يحصل تغييرات متعددة للمدربين في الفريق يصعب تنفيذ مثل هذه الخطط الخاصة ببناء اللاعبين.
ـ إضافة إلى أن التغييرات المتعددة للمدربين تؤثر سلبياً على معرفة مستويات المنافسين وواقع البطولات وفهم ضغوطاتها والجو العام فيها... وأيضا تؤثر سلبيا على سياسية البناء الطويلة وأيضا على عدم اتباع الخطط التدريبية طويلة المدى.
ـ كرتنا المحلية حقيقة تعاني من عدم الاستقرار التدريبي على مستوى الأندية والمنتخبات .. وهذا العامل هو أحد الأسباب الجوهرية خلف تقهقر كرتنا وتراجع نتائج منتخباتنا وأنديتنا في السنوات الأخيرة.. وهو المعضلة التي تعاني منها كرة القدم السعودية بوجه عام .. بما أنه لا يؤمن الاستقرار الفني الذي يساهم في تطور مستوى اللاعبين (أولا) وأيضا كثرة المبالغ المهدرة في صفقات المدربين وجلبهم والتي أرهقت الأندية وحملتها ديون كبيرة.
ـ لو نظرنا إلى الاستقرار التدريبي في أنديتنا في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في هذا الموسم نجد أن نسبته بلغت 50 ٪ وهذه حقيقة .. فنصف أنديتنا (7 أندية) قامت بتغيير مدربيها.
ـ فعدد المدربين الذين تواجدوا إلى حد الآن (حتى الجولة 21) 27 مدربا... فنادي الفيصلي قام بتغيير مدربه (4) مرات .. وأندية الاتحاد والشباب والاتفاق والنهضة استبدلت المدرب (3) مرات .. وناديا الشعلة ونجران غيرا مدربيهما (2) مرتين... وللمعلومية هذه الأرقام .. حسب موقع إحصائيات الدوري السعودي.
ـ خلاصة القول .. نأمل من أنديتنا إعطاء اختيار المدرب أهمية كبرى ثم إعطاءه فرصة طويلة لكي يضع خططاً طويلة تساهم في توافر لاعبين ذوي كفاءة ومهارة عالية .. فلو سلكت أنديتنا هذه الخطوة فإنها بالتأكيد ستوفر المال وأيضا ستحصل على فريق قوي.