الجماهير والكاميرات الأمنية
لو نظرنا إلى واقع الأخطاء في مباريات كرة القدم ..نجد أنها ربما تكون سمة ملازمة لها ... سواء كانت هذه الأخطاء للاعبين أو الحكام أو المدربين أو الإداريين و مهما كان مستواهم...فهي حدثت من الكبار قبل الصغار.
ـ فالأخطاء منهم شاهدناها في أهم واكبر البطولات العالمية .. كنهائيات كأس العالم على سبيل المثال... وليس فقط في مباريات محلية ... وهذا الذي يجب أن يدركه كل من يتابع مباريات كرة القدم .. ولا توجد مباراة خالية من الأخطاء في أي بلد في العالم.
ـ فقد لاحظنا سابقا .. كم لاعب أضاع فرصة محققة وكم لاعب أهدر ركلة جزاء .. وكم مدرب أخطأ في نهج التكتيك المناسب وكم مدرب أجرى العديد من التبديلات الخاطئة للاعبين وكم مدرب أخطأ في وضع التشكيلة المناسبة للفريق .. الخ, وكم إداري تخبط في جلب لاعبين ومدربين فاشلين للفريق ..الخ... والحكام (كحال سابقيهم) لهم أخطاء معروفة.
ـ نحن هنا لسنا بصدد المقارنة بينهم .. ولكن الذي يهمنا هو معرفة الأسلوب والكيفية الصحيحة لتعاملنا مع أخطاء المباريات... فإذا كانت أخطاء اللاعب والمدرب والإداري مقبولة من الجمهور ..فلماذا تكون أخطاء الحكام مرفوضة على الإطلاق .. فهل الحكم منزه من الأخطاء؟ علينا ألا ننسي أن الحكم بشر يصيب ويخطئ.
ـ و هنا يبرز مستوى وعي و ثقافة الجمهور ..فهما من يلعب دورا كبيرا في التعامل مع الأخطاء التي تحدث في المباريات بما فيها الأخطاء التحكيمية .
ـ فالتعامل الجماهيري (المتشنج) مع أخطاء الحكام يعتبر واحدا من أبرز الأسباب المؤدية للعنف والشغب في الملاعب الرياضية
ـ وللحد من السلوكيات والتجاوزات الجماهيرية التي تواكب بعض المباريات لدينا .. هناك بعض الحلول والتي سيكون لها دور إيجابي في وقف ظاهرة العنف والشغب في ملاعبنا الرياضية.. من أبرزها ما يلي:
ـ لابد من توفير التحكيم الجيد... خاصة وأنه العامل الرئيسي (المباشر) في نجاح المباريات.. لذلك يجب أن ينال التحكيم مزيدا من الاهتمام بإعداد الحكام إعداداً صحيحاً من خلال وضع معايير وضوابط دقيقة تراعى عند اختيار الحكام وتكاليفهم مع زيادة تأهيلهم وتطويرهم وتوفير الحماية لهم، وتقييمهم التقييم الموضوعي الذي يمكن من خلاله معرفة الحكام أصحاب الكفاءة التامة والحكام أصحاب القدرات المحددة... لكي يتم الاعتماد على الفريق الأول وإبعاد الفريق الثاني من التحكيم.. وهذا هو أحد الحلول الفاعلة للإقلال من تكرار حدوث الأخطاء التحكيمية في المباريات.
ـ زيادة التواجد الأمني في المباريات مع الاعتماد على التصوير المرئي من خلال وضع كاميرات خاصة في جميع أركان المدرجات وأماكن (أخرى) محددة في الملاعب .. بهدف السيطرة والتعامل (الفوري) مع أحداث العنف والمخالفات الجماهيرية (وخاصة مخالفات الجماهير المندسة).
ـ قيام الأندية بدور فعال نحو توعية رابطة المشجعين وتدريبها في تنظيم التشجيع والمؤازرة الرياضية المثلى.. مع تزويد الجماهير بالأنظمة والعقوبات المترتبة على مخالفتهم.
ـ قيام الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام بالدور الإرشادي والتوعوي الخاص بثقافة التنافس الرياضي التي تساهم في خلق أجواء الروح الرياضية ومدى تقبل نتائج المباريات سواء كانت فوز أو هزيمة.
ـ وختاما ..أذكر بما سبق وأن طرحته في هذه الزاوية قبل أيام في مقال (التحكيم ومنعطف الدوري) والذي ذكرت فيه ..أن المباريات الحالية تتطلب الحكام ذوي المقدرة الأدائية العالية .. فالأندية وجماهيرها سيكون لديهما حساسية عالية من الأخطاء التحكيمية .