صدى سدني والهلال

ازرع تحصد هو كل ما يمكن أن يقال عن ردة فعل الجماهير السعودية تجاه أندية الوطن خاصة في موضوع المشاركات الخارجية. بالأمس شاهدنا وسمعنا ما يندى له الجبين من بعض الجماهير وبعض المحسوبين من الإعلاميين واليوم يتكرر المشهد وهكذا دواليك إلى أن يسخر الله من يتصدى لهذه الظاهرة. ومهما يكن أجد أن التساهل مع من بذر هذا التخلف ساهم بطريقة أو أخرى في تفشي هذه الظاهرة ولن أبالغ لو قلت إن العالم من حولنا يحاول أن يستغل هذا الوضع ليكون مدخلاً لمزيد من الاحتقان. حذرنا وحذر الكثيرون في الماضي وقلنا إن مثل هذا الإسفين سيكون وبالاً على الكورة السعودية ولكن لا صدى ينفع ولا شكوى تفيد، بل إن هناك من روج أن مثل هذه الأمور تعتبر حرية شخصية وأنا لا أفهم كيف يكون مساندة أندية الخارج ضد أندية الوطن حرية شخصية. نعم لا أحد مجبوراً على مساندة هذا النادي أو ذاك ولكن هذا لا يعني أن يسمح باستقبال الأندية في المطارات والتواصل معهم لتبيين مناطق الضعف والقوة تحت بند الحرية في التشجيع. شخصياً ألوم أكثر من رئيس في عدم تصديهم لهذه الظاهرة والحد من انتشارها ولن أبالغ لو قلت إن بعضهم روج لها واستمتع بصداها. المضحك أن من كان يرتدي شعار الأندية الخارجية ضد أندية الوطن أصبح يزمجر ويغضب لردة فعل جماهير الهلال وهذا وربي قمة التناقض أو لنقل انفصام في الشخصية خاصة أن أصداء أحداث سدني ما زالت شاهدة لجماهير الهلال لا عليها. على أي حال لا نلوم أحداً فيما نحن فيه فنحن من بذر ونحن من يجني ثمار غرس من نحر الجمال فرحاً وسروراً.

وقفة: تخيل لو أن أندية إيران تلعب في المسابقات الأوربية هل سيتجرأ أحد منهم لممارسة أساليب البلطجة الكروية التي يمارسها الإيرانيون في كل مناسبة!! طبعاً لا وألف لا سنرى سلوكاً مختلفاً عما نشاهده وهذا بفضل الحزم الذي يرعب الإيرانيين. للأسف الاتحاد الآسيوي ترك الحبل على الغارب لرياضة البلطجة التي ستستمر في ظل هذا الضعف المخجل مع أني في الواقع لا أجد مبرراً لهذا التهاون خاصة أن الكورة الإيرانية لم تقدم ما يشفع على المستوى الفني أو على مستوى الدعم المالي أو غيره،، إيقاف سنة أو سنتين عن المشاركات الآسيوية كفيل بتحسين سلوك الفرس وتماديهم.

في مباراة الهلال وفولاذ حضر قليل من الهلال وقليل من روحه فتغير الفريق في الشكل والمضمون. نحتاج أن تستمر هذه الروح فيما تبقى من هذا الموسم للخروج على الأقل بتأهل مشرف في الآسيوية, في اعتقادي أن اقتراب الإدارة من اللاعبين سيساهم أكثر في عودة الروح للهلال فلا تبخلوا بقليل من وقتكم يا رئيس الهلال. أتمنى أن توثق إدارة النصر أحداث مباراة إيران لضمان حقوقها فإن لم ينصفها الآسيوي فالاتحاد الدولي لن يرضيه سلوك البلطجة الإيراني، شخصياً أثق في أنصاف الاتحاد الدولي متى ما قدمت الأحداث وتم عرضها بشكل جيد.