2013-01-12 | 07:12 مقالات

الخبث الكروي

مشاركة الخبر      

نتحدث كثيراً عن التعصب الرياضي ونصفه بأنه احد عوامل تدهور الكرة السعودية خاصة ونحن نرى الجماهير السعودية تساند فرقها على حساب المنتخب ولاعبي المنتخب وهذا التوجه اخذنا لأبعد مما كنا نتوقع بفضل (إعلام المقاولات) الذي زاد الهوة بين الجماهير الرياضية وان كنت اعتقد ان تدهور نتائج المنتخب والخسائر المستمرة ادت لمثل هذا السخط وهذا التعصب المفجع أي ان تقهقر الكرة السعودية وفشلها المتكرر ولد الكثير من الإحباط لدى المشجع العادي مما جعله يتخذ من التعصب وسيلة للتعبير عن سخطه على كل ما يتعلق بالمنتخب ولاعبيه والدليل اننا لم نكن بهذا التطرف وهذا التعصب الكروي مع الانتصارات والانجازات السابقة للكرة السعودية والتي ادخلت السرور في قلوب الجماهير الرياضية وجعلتنا جميعاً ننظر للاعبينا في المنتخب على انهم ابناء وطن واحد وليسو لاعبي اندية بشعاراتها وألوانها المختلفة ... طبعاً لا يمكن ن نتوقع اكثر مما نراه جراء هذا الإحباط الذي تسلل بشكل كبير لأنفس اللاعبين ايضاً وجعلهم يحاولون الخروج من مأزق المنتخب بأقل الخسائر لعلمهم انهم ومدربهم هم الحلقة الأضعف امام الجماهير ولعلمهم ايضا ان أي فشل سيقودهم لمقصلة التجريح والنقد القاسي والقاسي جداً في الكثير من الأحيان من قبل الجميع وهذا ما حدث بعد المباراتين السابقتين لمنتخبنا امام العراق واليمن .... مشكلة الكرة السعودية ببساطة تتمثل في شح ونقص المواهب التي لم نعد نرى منها الكثير في ملاعبنا اضف ايضاً غياب الحافز لدى لاعبينا نظراً لما وصلوا اليه من اكتفاء مادي وهذا بحد ذاته سبب لاختفاء العطاء الذي يناسب مداخيل اللاعبين بعد موجة العقود المجنونه التي تعطى لأكثر اللاعبين دون وجه حق (فني) ملموس.. عموماً تذبذب مستوى منتخبنا الوطني ليس وليد اليوم ولا البارحة ولكن منذ سنوات وسنضل كذلك ما دام اننا نبحث عن كبش فداء مع كل فشل دون البحث الحقيقي عن اسباب المشكلة التي تتمثل في اهمال الفئات السنية في اغلب الأندية وقد يكون منتخب الإمارات الحالي دليل حي و صادق على اهمية تبني المواهب والتدرج بهم في المنتخبات الوطنية .... السؤال هل كنا نجهل هذه الحقيقة قبل التجربة الإماراتية ؟ الجواب طبعاً (لا ) فقد نوقش هذا الأمر ملايين المرات في مختلف اجهزة الإعلام ولكن لاحياة لمن تنادي . وجهة نظر سيعاني منتخبنا اليوم كثيراً امام الكويت الذي يدخل بفرصتين للتأهل للدور الثاني لبطولة الخليج والسبب ان منتخبنا لا يملك الخبرة في التعاطي مع متغيرات المباراة ولا يملك الخبث الكروي الذي يملكه منتخب العراق او الكويت القادران بشكل احترافي لتسير المباراة كما يريدون وحسب الظروف .. نحتاج للحظ بعد توفيق الله ونحتاج لخبرة الجهاز الإداري للتغلب على معضلة الاستفزاز الكويتي المتوقع في مثل هذه المباريات ... نعم نظل اخوة وحبايب ولكن يجب الا ننسى ان اكثر الفرق الخليجية والعربية تستخدم جميع انواع الخبث الكروي من باب ان الحرب خدعة لذا اتمنى ان نتعامل معهم بنفس الأسلوب و لا نبالغ في المثالية التي افقدتنا كأس اسيا 2007 وغيرها من المباريات بالرغم من افضليتنا في كثير من الأحيان . يتحدث الكثيرون عن ريكاردو فشلة مع منتخبنا وكأننا قبل ريكارد في احسن حال ، كل مدرب يحتاج للكثير من ادوات النجاح سواء ريكارد او غيره لينجح وهذا مالا يتوفر الوقت الحالي في ظني اننا نحتاج مدربين كبار جداً للفرق السنية لكي نضمن وصول نوعية مميزة من اللاعبين للمنتخب الأول وبهذا يمكن ان نحقق الكثير مع المنتخب الأول مهما كان حجم المدرب وخبرته ... مدرب المنتخب الأول لا يمكن ان يكون مدرب اعداد ولا يمكن ان يفتح فصول تعليم ليعلم لاعبين محترفين كيفية التمركز او طريقة التحرك دون كرة او التركيز في الملعب ... مدرب المنتخب الأول لا يمكن ان يصنع فريقاً من لا شيء هذا ما افهمه عن بعض مهام المدربين . وقفة اجزم ان اكثر الذين ينعقون في الإعلام منتقدين كل شيء لن يستطيعون عمل أي شيء لو اوكلت لهم أي مهمة في أي منظومة رياضية بل اجزم انهم سيفشلون بامتياز يعني ( ما تمسكهم ) غنمتين هم فقط يعشقون الثرثرة . مع كل الاحترام والتقدير الدغيثر الحلقة الأضعف في المجلس رغم محاولاته المستميتة بأن يكون مؤثراً ولكن للأسف امكاناته المحدودة لم تساعده على ذلك ... في نهاية الأمر الإنسان قدرات .