منتخباتنا والفشل
المنصفون يقرون بأن إدارة المنتخبات تقوم بعمل جبار لإعادة هيبة الكرة السعودية خاصة من خلال التركيز على تأسيس الفرق السنية التي أصبحت تأخذ الاهتمام الأكبر من قبل المعنيين في إدارة المنتخب وهذا بحد ذاته توجه يشعرنا بأن هناك من يعلم ويعي أهمية الفئات السنية كرافد أساسي للمنتخب الأول، المحزن أن هناك من ينتقد عمل إدارة المنتخبات عطفاً على النتائج سواء على مستوى الفريق الأول أو الفئات الأخرى رغم علمهم بأننا نعيش حالة من اللا توازن بعد أن كبرت كرة الثلج وتدهورت النتائج لذا يجب ألا تشكل النتائج أو الترتيب الحالي للمنتخب أي هاجس ولا يجب أن تفرحنا النتائج المؤقتة لأننا مهتمون بما هو أكبر، في الحقيقة البرامج والخطط بأنواعها تحتاج للكثير من الوقت لبناء قاعدة صلبة تفيد الكرة السعودية على المدى الطويل، ولكن يأبى أصحاب النفس القصير إلا أن يسجلوا حضورهم بأطروحاتهم الضحلة ونعيقهم الممل في كل مناسبة للمنتخب مع أنهم لا يملكون الخبرة الفنية أو الإدارية التي تؤهلهم للحكم على هذه التجربة أو تقييم عمل إدارة المنتخبات لذا فنحن نلوم الإعلام لأنه شرع الأبواب للنطيحة والمتردية لإحباط أصحاب الخبرة والفكر الخلاق من المخلصين وإفشال مهمتهم لتجاوز هذه المرحلة، طبعاً إدارة المنتخبات ليست فوق النقد وأن عملها Perfect وخال من العيوب، بل إدارة المنتخب نفسها تعي هذا الأمر وتعلم أن هناك أخطاء، لذا فهي حريصة دائماً على تفادي هذه الأخطاء من خلال البحث عن أفضل السبل للوصول للهدف المنشود والدليل تعاقدها مع أكثر من مدرب إسباني وعلى رأسهم الخبير لوبيز كارو الذي يملك الخبرة التي ستساعده للقيام بهذه المهمة، بصراحة من الظلم أن يساهم الإعلام في هدم مثل هذا العمل المنظم خاصة بعد أن بدأت تتضح معالمه ويكفي أننا أصبحنا نسمع ونرى مشاركات فعالة ونتائج مبهجة خاصة على مستوى الفئات السنية وهذا ما لم يكن متاحاً في السنوات الماضية، التقيت بالسيد لوبيز الخبير الفني في مقابلة تلفزيونية ووجدت أنه يعرف الكثير عن مشاكل الكرة السعودية والتي من أهمها إهمال الفئات السنية وعدم إعطائها الاهتمام المناسب من قبل الأندية ومع أن ما قال ليس بالشيء الجديد لأكثر المتابعين لأن ما قاله يعتبر من بديهيات كرة القدم في كل مكان، ومع ذلك نقول إننا تأخرنا في هذا التوجه ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي، لذا نتمنى أن تعطى إدارة المنتخبات الدعم والفرصة الكافية لإكمال ما خططوا له لإنجاز هذه المهمة، وأنا على يقين بأن النتائج ستكون أفضل مما توقع المتشائمون الذين لا هم لهم إلا النقد، إما لجهلهم أو لحاجة في نفس يعقوب مع أني أجزم أنه الجهل وضحالة الفكر لأكثر المتصدرين لهذه المهمة ممن بلانا بها الإعلام (7ـ24). وجهة نظر أتفق كثيراً مع مقدم البرنامج المخضرم عند وصف ضيفه بأنه مصاب بالزهايمر وربما هو الآن بالعرف الطبي بعد أن أثبتت الأيام أن حضوره ليس أكثر من ثرثرة وصف كلام له أول ما له آخر وسرد إنشائي متناقض من دقيقة لأخرى، المضحك أن هذا الضيف الثرثار يبدأ بموضوع وينتهي بآخر دون فائدة تذكر، ومع ذلك فرض على المشاهد رغم ضعف الأدوات بقوة قانون العلاقة، شخصياً أرى أن الرجل ليس أكثر من حكواتي في البرامج الرياضية يسرد قصصاً ووقائع رياضية مسلية حدثت في الماضي وللزيادة في التسلية يحشر الهلال وشؤون الهلال وكل ما يتعلق بالهلال في كل فقرة من فقرات البرنامج، صدق من قال في الإعلام (افتح فمك يرزقك الله). أتمنى أن تتكرم علينا أقسام الإعلام في جامعاتنا المتناثرة ببحث علمي يوضح ما للبرامج الرياضية وما عليها وتقييم أسلوب عملها الحالي لكي نعرف المحصلة النهائية لتلك البرامج وحجم الاستفادة مما يطرح فيها وإسهاماتها في دفع مسيرة التطور الرياضي، نريد تقييماً شاملا لمخرجات هذه البرامج (the output) بصراحة من أبسط حقوق الرياضة أن تعرف من (يبني ومن يهدم) ومن يهذي بما لا يعلم. وقفة المشهد النصراوي كان ومازال غير مبهج، ولن يكون على الأقل في المدى القريب نظراً لاختلاف الطموح والتوجهات بين جميع أطراف النصر سواء كانت على مستوى الجماهير أو اللاعبين أو حتى أعضاء الشرف والعزاء الوحيد لهذا النادي أن المحسوبين عليه في الإعلام أصبحوا علامة بارزة على الخارطة الرياضية السعودية رغم أن ضررهم أكثر من نفعهم (شيء أحسن من لا شيء).... مع التحية للجميع.