2012-10-06 | 07:11 مقالات

احترم التاريخ واكتفى بالأربعة

مشاركة الخبر      

بعيداً عن العاطفة أو صدمة الهزيمة أقول إن الهلال لم يكن الهلال في تلك الليلة مع أن الكثيرين توقعوا شيئا مختلفاً بعد حملة الإعلام أو (الإيهام) بأن التهام الهلال لأولسان الكوري ليس إلا مسألة وقت، رغم أننا لم نرَ من الهلال إلا هجمتين أو ثلاثاً في تلك المباراة، وقد لا أبالغ لو قلت إن الأربعة تعتبر نتيجة جيدة للهلال عطفاً على مستوى الفريق الكوري الذي أعتقد أنه تعاطف مع وضع هلالنا وانكساره وربما رحم تاريخه واكتفى بالأربعة، وأكثر ما أدهشني هو ردة فعل الجماهير الهلالية المبالغ فيها رغم علمها بمشاكل الفريق من الموسم الماضي يعني حسسونا أن الفريق كان (مجنن الفرق الإسبانية ومنشف ريق الفرق الإيطالية)، بصراحة ردة فعل مستغربة رغم أن حقيقة الهلال ومشاكله الفنية أكبر من أن يحجبها نفخ إعلامي كاذب أو مشاعر حب متطرفة، الهلال لم يقدم له ما يشفع له بالفوز لا روح لا عطاء لا لاعبين أجانب (لا شيء لا شيء) في تلك الليلة المرعبة يذكرنا بالهلال إلا شعاره وجمهوره، في البداية دعونا نتفق بأن الهلال لم يعد هلال السنوات الماضية وأصبح ينقصه الكثير لتجاوز (فرقنا) المحلية ناهيك عن مقارعة الفرق الآسيوية لا من حيث الخبرة ولا من حيث الإمكانيات الفردية، مع أن الهلال يملك مواهب لا تقارن ولكن الموهبة فقط ليست كافية في مثل تلك المباريات لتجاوز عقدة آسيا التي تحتاج بجانب الموهبة الروح والطموح وثقة المجموعة فيما لديها من إمكانات بالإضافة (لأربعة) لاعبين أجانب مميزين قادرين على خلق الفرق وترجيح كفة الفريق في تلك المواقف الصعبة، فالهلال للأسف لم يستفد في الآونة الأخيرة من العنصر الأجنبي والذي يعتبر الدعامة الأساسية لأي فريق خاصة بعد رحيل طيبي الذكر نيفيز ـ يونج ـ رادوي ـ ويلهامسون، ومع هذا مازال الهلال يملك الحضور وينافس بقوة في كل اتجاه بسبب ما لديه من مواهب محلية، السؤال هل الهلال جاهز بما لديه في تخطي عقدة آسيا؟ أقول بالطبع لا، الهلال حالياً ينقصه الكثير على المستوى الفني كما هو حال الكثير من أنديتنا مع الاستثناء للفريق الأهلاوي الذي أرى أنه سفيرنا لتحقيق هذا الحلم الذي استعصى علينا جميعاً، الأهلي حالياً هو الأجدر حتى وهو يعاني من بعض الضعف في أكثر من مركز ومع هذا قدر على أن يتخطى هذا العجز بلاعبين أجانب مميزين (فيكتور والحوسني وبالومينو) بالإضافة لعدد من اللاعبين المحليين والروح والعطاء داخل الملعب، وهذا في الواقع ما جعل الأهلي يقفز من المركز السادس قبل موسمين لمنافس شرس على البطولة الموسم الماضي إلى بطل مرشح للآسيوية هذا الموسم، عمل تراكمي متقن أفرز فريقاً لا يقهر، وهذا طبعاً ليس تقليلا من الفريق الاتحادي ملك آسيا الذي أسعدنا كثيراً بروحه وعطاء لاعبيه في المواقف الصعبة، ولكن أرى أن الأهلي أكثر جاهزية وأقل مشاكل فنية، وبالعودة للهلال وإدارته أجد أن إدارة الأمير عبدالرحمن لم تقصر مادياً وبسخاء ولكن ما كان يعاب عليها هو عدم قدرتها لفهم نفسيات اللاعبين ولم توفق إدارته بالتعاقد مع أجانب خاصة بعد أن دخل في مراحل التعاقد موضوع (البيع والشراء) والاستثمار كأهم المرتكزات التي تقوم عليها مسألة التعاقد بعيداً عن مصلحة الفريق الذي دفع ضريبة هذا الاختراع، عموماً الهلال لم يكن جاهزاً ولن يكون على المدى القريب مادام أنه يعاني من غياب أربعة لاعبين أجانب ضررهم أكثر من نفعهم وقد أستثني لوبيز الذي يحتاج صانع لعب مميز ليعطي أكثر في مركزه، على أي حال نبارك للاتحاد والأهلي إنجاز الوصول لنصف النهائي، متمنين التوفيق لمن يصل منهم للنهائي بتحقيقه لفك عقدة نحس هذه البطولة التي طال انتظارنا لها على جميع المستويات. وجهة نظر ـ أتمنى ألا تتجاوب الإدارة الهلالية مع بعض الأصوات المطالبة بإلغاء عقد مدرب الهلال كومبواريه والتي تعتبر مطالبات غير واقعية وخطوة غير محسوبة إن تمت من قبل الإدارة الهلالية التي أعتقد أنها أكبر من أن تعالج خطأ بخطأ أكبر منه نظراً لما يتمتع به هذا المدرب من فكر وإمكانات تدريبية كبيرة، منطقياً لا يجب أن نحمل هذا المدرب أخطاء الهلال المتراكمة حتى ولو ارتكب بعض الأخطاء في بعض المباريات، ولكن وهذا لا يبرر أن يلغى عقده خاصة بعد أظهر بعضاً من قدراته التدريبية في الفترة الزمنية الماضية رغم قصر المدة، المدرب مكسب للهلال ومستقبله لذا نأمل من الإدارة ألا ترتكب مثل هذه الحماقة التي تعودنا عليها من جميع الأندية لتطفئ نار الغضب الجماهيري، يجب أن يكون المنطق سيد الموقف بعيداً عن العواطف والقرارات الارتجالية.