لجان (شد لي وأقطع لك)
ويستمر مسلسل كوارث اتحاد الكرة ولجانه، فما أن ننتهي من تجاوزات واختراعات لجنة إلا وندخل في نفق لجنة أخرى وهكذا دواليك، ولكن هذه المرة يأبى اتحاد الكرة إلا أن يشارك بحماس واندفاع في قضية تخص لجنة المسابقات في تعدٍ صارخ على صلاحيات هذه الجنة التي اتخذت قرارها في مسألة التأجيل طبقاً للقوانين والأنظمة، بكل تأكيد أنا لست ضد الأهلي في قضية التأجيل أو الاتحاد وقصته السابقة مع لجنة الاحتراف، أنا فقط ضد أن تسن الأنظمة ويكون من سنها هو أول من يخالفها بتبريرات واهية تحرج الجميع، نعم هناك ظروف تجبر على التغيير وهذا أمر خارج عن الإرادة مثل ما حدث في تأجيل مباراة الأهلي أمام التعاون لوفاة لاعبهم سلطان البيشي (غفر الله له) وشكرنا الجميع على هذا الموقف الإنساني الرائع، ولكن فيما عدا ذلك نعتبر هذه التجاوزات مؤشرا على واقع حال اتحاد الكرة ولجانه الذين أصبحوا أضحوكة للمتابع الرياضي في الداخل والخارج، طبعاً لا يخفى على أحد أننا نعاني كثيراً من أمية حقيقية في فهم الأنظمة والقوانين وأن أكثر العاملين في اللجان ورثوا آلية العمل ممن سبقهم وهكذا دواليك مما جعلنا نبقى في المربع الأول ردحاً من الزمن، وسنبقى كذلك إلا أن نصل لقناعة بأهمية العمل الاحترافي في هذا المجال والذي تحدثنا عنه كثيراً ولكن على ما يبدو لا يوجد نيه لتغيير هذا الواقع لأن فاقد الشيء لا يعطيه خاصة من قبل من لا هم لهم إلا الشهرة والأضواء والترزز الفضائي، كتبت وكتب غيري كثيراً عن حاجتنا لخبراء أجانب لوضع الأسس الاحترافية للعمل الرياضي من خلال ما يسمى ((Know How Training ليستفيد أعضاء اللجان وأصحاب القرار فيها ممن سبقونا في هذا المجال ولكن على ما يبدو هناك من وقف بقوة في وجه مثل هذا التوجه لأنه يمثل اعترافاً بأن هناك خللا وجهلا كبيرا في موضوع فهم الإدارة الرياضية وتطبيقها بالشكل الصحيح، وهذا في ظني اعتراف بعيد المنال مع أن التجارب أثبتت أن لدينا تخلفاً إدارياً متجذرا لا يمكن حله بالطرق السلمية، أنا على قناعة بأن وجود لاعب سابق في أي من اللجان لا يكفي، وأيضا وجود إداري سابق لا يكفي إذا لم يتاح لهما تدريب حقيقي قائم على أسس علمية وعملية يساعد الجميع على أداء العمل بالشكل الصحيح، وهذا للأسف لا يوجد حالياً وغير متاح في الكثير من اللجان القائمة أصلاً على الاختيارات العشوائية والعلاقات الأخوية (وشد لي وأقطع لك) التي ضيعت هيبة الكرة السعودية، عموماً سنرى الكثير والكثير من المسرحيات المسلية وسيستمر الضحك المبكي لأنه لا حياة لمن تنادي. وجهة نظر ـ لن أضيف جديداً لو قلت إن الجماهير الرياضية تشبعت من سوالف البرامج الرياضية اليومية وشطحاتها المزمنة خاصة وأنها تسير على غير هدى أو إستراتيجية واضحة ولا هم لها إلا تعبئة وقت البرنامج بكل شيء وأي شيء مهما كانت النتائج حتى أنه لم يعد مستغرباً لو خرج علينا أحدهم بتقرير خاص عن سقوط (تيس) أمام أحد الأندية وهات يا تحليل أسباب سقوط هذا التيس ومن جاب التيس وش قصدك وش قصده وراح الليل في خرطي وسطحية مقززة، في ظني لو تم تقليص حلقات تلك البرامج إلى ثلاثة أيام في الأسبوع والاكتفاء بنشرة أخبار نصف ساعة يومياً عن الأحداث الرياضية لكان هذا أجدى وأنفع للجميع على الأقل نفتك من سطحية بعض المقدمين وضيوفهم. ـ نبارك للقائمين على منتخبنا الأولمبي الذي حقق الفرح بعد طول انتظار فقد شاهدنا منتخباً منظماً يجيد الانتشار في الملعب ويجيد تغيير رتم المباراة حسب الحاجة، أيضاً شاهدنا جماعية كبيرة في أداء اللاعبين، شكراً لكم على هذا الإنجاز وكل ما نطالب به هو المحافظة على تلك الأسماء التي نتمنى أن تكون الأمل القادم للكرة السعودية. ـ كسب الأهلي قضية مع لجنة المسابقات بعد إصرار كبير على مسألة التأجيل وإن كنت أرى أن الإعلام ساهم في تأجيج الموضوع من خلال ﺇﻳﺤﺎءﺍﺗﻪ المتكررة بأن التأجيل للكبار فقط وهذا في ظني ما جعل مسألة التأجيل قضية أكون أو لا أكون بالنسبة للأهلي، على أي حال أتمنى ألا تكون هذه القضية سبباً في تشتيت تركيز اللاعبين في الآسيوية ونكون كسبنا المهم وخسرنا الأهم، بالتوفيق للأهلي وجميع فرقنا في مهمتها الخارجية المقبلة. مع التحية للجميع.