دوري مشي حالك
مع أن الوقت ما زال مبكرا على الحكم على مستوى الفرق السعودية وبدايتها في دوري زين إلا أن البداية لم تكن كما كان متوقعا لها خاصة وأن أغلب الفرق إقامة معسكرات خارجية لإحداث نقلة فنية ملموسة وزيادة جرعة الانسجام بين اللاعبين ولكن للأسف لم نرَ ما يستحق المشاهدة، في الواقع نتائج (الجولتين) الأوليين من دورينا العزيز لا تعكس قيمة فنية إذا ما استثنينا فريقي الأهلي والشباب اللذين قدما ما يثبت أنهما عاقدين العزم على تحقيق البطولة من خلال المستوى الجديد والانسجام العالي بين لاعبي الفريقين، ولا ننسى الفتح الذي ظهر منظم بشكل لافت، أرجو ألا يفهم كلامي على أنه تشاؤم مبكراً ولكن أجد أننا من موسم لآخر نردد نفس العبارات التي يتقاذفها المحللون بسطحية في نقاشاتهم وتحليلهم التلفزيوني والتي هي ضعف البدايات وتدرج (المستوى) الذي نظل ننتظره إلى منتصف الدور الأول وربما يطول الانتظار إلى أبعد من ذلك، وهنا أتساءل عن أسباب هذا الضعف وهذا التدرج الذي يأتي بعد فترة استعداد تعتبرا لحد ما جيدة وكافية لاستعادة وهج الفريق وحيويته، مشكلتنا أننا صدقنا هذه المقولة ونتقاذفها ونكررها مع أن أكثرنا مؤمنون بأن البداية يجب أن تكون قوية وبشكل أفضل بعد كل هذه الاستعدادات خاصة أن الدوري يعتمد بشكل كبير على جمع النقاط والابتعاد في الترتيب عن أقرب المنافسين تحسباً لأي سقوط في أي جولة من جولات الدوري لهذا لا مجال للتهاون، على المستوى الشخصي أتوقع أن تكون خمسة الأهلي في الشعلة وأربعة الشباب في نجران بداية التنافس بين الإخوة الأعداء في دوري لا يمكن أن تتوقع مجرياته أو اتجاهاته أو أحداثه التي غالباً ما تغطي عيوب دورينا الذي مازال يكرر نفسه من سنوات يعني دوري (مشي حالك). وجهة نظر ـ سألت العديد من وكلاء اللاعبين الأوروبيين وبعض المدربين من مختلف الجنسيات في أكثر من مناسبة عن تفهم الأندية الأوروبية لوضع اللاعبين القادمين من ثقافات وأعراق مختلفة وعن صعوبة التأقلم مع البيئة الجديدة لهؤلاء اللاعبين ومدى تأثيرها على مسيرتهم الاحترافية وجميعهم قالوا إن الأندية الأوروبية تتفهم هذا الموضوع وتعطيه الكثير من الاهتمام، بل إنهم قالوا إن الأندية تتوقع أن يفقد اللاعب من 20 إلى 25% من مستواه استحسنت ما سمعت ولكني تفاجأت بطريقة أندرلخت البلجيكي مع الكابتن أسامة هوساوي الذي في اعتقادي لم يمنح الفرصة بالشكل الصحيح رغم سعيه الحثيث لرفع مستواه لإقناع مدرب الفريق الذي أرى أنه أصبح حجر عثرة في طريق هذا اللاعب ولن أبالغ لو قلت إنه ربما يتسبب في إغلاق باب التعاقدات الأوروبية القادمة مع أي لاعب سعودي، المضحك أن الأجانب في أنديتنا يشتكون من عدم الصبر والتسرع في الحكم على اللاعبين والمدربين وإنهاء عقودهم في فترات قصيرة، والله بعد تجربة أسامة أقول عندنا وعنكم خير (وما أخس من قديد إلا عسفان). ـ لا جديد في عالم الزعيم فقد تعودت الجماهير الهلالية أن تخرج من كبوة وتدخل في أخرى مع فريق فاقد للهوية بسبب تعالي لاعبيه داخل الملعب، في الواقع شعرنا من خلال المباراتين الماضيتين أن الفريق في نزهة أو جولة سياحية (في الشانزلزيه) رغم علم لاعبيه أن هناك جماهير محبطة خاب أملها من تكرر مثل هذه المهازل الكروية، في اعتقادي أن المهمة القادمة للإدارة الهلالية تتمثل في معالجة هبوط المستوى لأكثر من لاعب أيضاً البحث عن حل جذري للضعف الواضح للدفاع والأهم من ذلك إيجاد حل لمشكلة فقدان (الطموح) لدى أكثر اللاعبين وهذه سمة أصبحت ملازمة للاعبي الهلال رغم كل شيء، وبزعمي أن هذه المشكلة أفقدت اللاعبين الفهم الصحيح لمعنى المنافسة، شكراً إدارة الهلال نعلم أن هناك اجتهادا وهناك بذلاً ولكن (doing your best isn’t always enough) الفريق بصراحة يحتاج إعادة صياغة من خلال شرح معنى تمثيل الهلال بتاريخه وأمجاده لتعود الروح التي ضاعت تحت أقدام اللامبالاة. وقفة جميعنا شاهد محاولات الجهاز الفني الشبابي تجاوز أمر المنع لحارس الشباب وليد عبدالله وقصة القزع وبغض النظر عن اتفاقنا من عدمه مع هذا القرار نطلب بل نرجو من إدارات الفرق أن تحرص على عدم ظهور مثل هذه الأشياء لأنها تعطي انطباعاً غير جيد عن الكرة السعودية وهي ما هي ناقصة حلاقة ملاعب ولا تغيير (شراريب) قبل بداية المباريات... ارحمونا.