2012-07-14 | 06:35 مقالات

طاسة الأخضر ضايعة ياحبيبي

مشاركة الخبر      

توالت ردود الفعل الغاضبة بعد خروجنا من بطولة العرب، وكذلك خروجنا من نادي المائة في الترتيب العالمي من قبل وسطنا الرياضي، حتى الرئيس العام لرعاية الشباب عبر عن حزنه جراء هذا الخروج من خلال تغريداته في تويتر، وصب جام غضبه على الإعلام وكأن الإعلام يملك القرار في أي شيء يخص اتحاد الكرة أو اختيار اللاعبين أو اختيار توقيت البطولة. من يسمع أو يقرأ مثل هذه الردود ويتعايش مع هذا الغضب، يشعر أننا قمنا بعمل جبار من خلال خطط واستراتيجيات وبذل سخي لتطوير كرة القدم، أو أن هناك ملايين صرفت لتحسين بيئة الأندية والبنية التحتية لها، أو أن هناك ميزانيات تصرف على الفئات السنية التي هي في واقع الأمر آخر اهتمامات الأندية، لا أدري لماذا تخيلت وأنا أسمع هذا الصراخ وهذا العويل أن الأندية تتلقى سنوياً دعماً بالملايين لرفع مستوى الاحتراف وتطبيقه بمفهومه الصحيح، أو الأندية تعرف ما لها وما عليها من حقوق وواجبات، باختصار (الطاسة ضايعة ياحبيبي) والجميع يعمل بشعار شدو حيلكم لاتفشلونا مع الجماهير، بصراحة لا أعلم من (كذب) علينا في موضوع البحبوحة المالية لأنديتنا رغم أن أكثرها يعيش تحت خط الفقر الكروي، ومع ذلك نكابر ونقارن أنفسنا بغيرنا رغم ما تعيشه أنديتنا من إفلاس، ولن أفشي سراً لو قلت إن بعضها وصل به الحال أن يستجدي المعونة من أهل الخير لدفع المرتبات. بكل أمانة أشعر أننا بالغنا كثيراً في ردة فعلنا وغضبنا رغم علمنا بواقع الحال الذي أوصلنا لما نحن فيه، والقادم أسوأ إن لم نؤمن بهذا الواقع ونسارع في تغييره، لماذا نحاول أن نتجاهل أن(كورتنا) البطيئة النمو والحركة تدار من خلال اجتهاد المجتهدين، لماذا ننكر أن هذه المستديرة قائمة أساساً على مساعدات أعضاء الشرف وبعض رؤساء الأندية المقتدرين، وبغيابهم يضيع مستقبل الأندية (اسألوا نادي الاتحاد)، أيضاً لماذا نسينا دور شركات الاتصالات ومساهمتها في ستر عورة فقر بعض الأندية و رفع الكثير من المعانات عن كاهل الأندية وكاهل اتحاد كرة القدم الذي اقتصر عمله على التنظيم أكثر من التخطيط، وهذا الأخير المسمى planning لم نسمع عنه بتوسع وبمفهوم أعمق إلا مع قدوم محمد المسحل مدير المنتخبات الذي أسهم في خلق أجواء صحية لم يستوعبها البعض، فيكفي أنه أوجد أكثر من منتخب للمستقبل من خلال استراتيجية واضحة لمستقبل نعتقد أنه سيكون أكثر إشراقاً لو أعطي الفرصة والصبر اللازم، طبعاً أنا لا أنكر جهود الاتحاد السابقة ومحاولاته في التطوير، ولكن هذا لا يعني أنهم كانوا يسيرون في الاتجاه الصحيح، خاصة إذا ما عرفنا أن أكثر المستشارين لايملكون الكثير من الخبرة في عالم الكرة وهذا أمر ليس سراً ويعرفه الكثيرون، إذن الأعمال السابقة لم تكن أكثر من (اجتهاد مسؤول وتوفيق مدرب) في ظل وجود نجوم موهوبين جاد بهم الزمن في حقبة زمنية ماضية، وعندما جفت الموارد وبطل مفعول اجتهاد (ياصابت ياخابت) عدنا لمواقعنا التي تتناسب مع ما يبذل لتطوير هذه المجنونة. الرجاء كل الرجاء أن نكف عن جلد الذات وأن نكون أكثر واقعية، فنحن لا نصرف كما يصرف القطريون على أنديتهم ولا الإماراتيون، ولانملك المخططين بالتخصص ولا الاستشاريين المتفرغين لرسم أهدافنا بوضوح، لذا فإن ما نحققه يعتبر أمراً جيداً يتوازى مع حجم ما نصرفه من وقت وجهد ومال لتطوير كرة القدم. وجهة نظر صبت الجماهير الاتحادية جام غضبها على الكابتن عبده عطيف واتهمته بالخيانة لمجرد أنه انتقل للنصر بعد أن تعثرت المفاوضات مع الاتحاديين. أعتب كثيراً على تلك النوعية من الجماهير التي تلوم اللاعبين عند انتقالهم وبحثهم عن الأفضل لتأمين مستقبلهم الذي يظل بعد الله معلقاً باستمرار العطاء وتقديم المستويات المتميزة. أتساءل فقط عن وضع مالك معاذ وغيره من النجوم ممن تاهوا في دنيا النسيان، لذا فإننا دائماً نحث اللاعبين على البحث عن الأفضل لتأمين مستقبلهم المحفوف بالمخاطر في عالم الكرة الغدارة. برافو كابتن عبده فقد اتخذت القرار السليم بعيداً عن أي عاطفة (ما تأكل عيش). لاجديد حتى وأنا أرى نشاط الأندية وفرط الحركة الرياضي من خلال المعسكرات المتنوعة التي نتمنى أن تسفر عن فائدة فنية ملموسة، مع أني لا أتوقع أكثر مما نراه سنوياً (تأجيل وتوقف) ومنافسة أربعة إلى ثلاثة فرق، وفي النهاية تؤول البطولة لأحدهم يعني بمعسكر أو غيره هذا (سيفوه وهذي خلاقينه) في أقوى دوري عربي في ظل غياب مدربين أكفاء ولاعبين أجانب يصنعون الفرق ويرفعون مستوى الأداء، لذا لا أتوقع جديداً في سيناريو كل عام في لعبة كراسي الكبار.