2012-04-28 | 08:01 مقالات

زعيم مع نفسه

مشاركة الخبر      

شدني من خلال صحيفة “الرياضية” تعليقات الصحافة البريطانية على لاعب البلوز جون تيري الذي ارتكب حماقة تعكس غباءً فاحشاً لدى هذا اللاعب رغم خبرة السنين، فقد كاد أن يعصف بحلم فريقه للوصول للنهائي الأوروبي من بوابة برشلونة, قارنت بين ما كتبته الصحافة البريطانية حول هذا التهور وبين ما يكتب في صحافتنا عندما تقوم بدور المحامي لتبرير ما يقوم به بعض لاعبينا من تصرفات غير مسؤولة فتوصلت لحقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه في عالم صحافتنا العجيب، وقد يكون موقف الصحافة الاتحادية ودفاعها المستميت تجاه ما قام به الكابتن تكر وقبله أبو سبعان كمثال واضح على اختلاف التوجه والمفاهيم بين صحافتنا وصحافتهم, الحملة على جون تيري تعكس حجم المسؤولية الصحفية والأمانة الإعلامية التي لا تنحاز أبداً تجاه العواطف أو تجاه الأندية, طبعاً أنا استحضرت موقف لاعبي الاتحاد وتبرير الصحافة الاتحادية بصفته الحدث الأقرب ولكن ما ينطبق على الصحافة الاتحادية ينطبق على غيرها فكل معني بما يخصه عندما يتوقف الأمر للتطبيل وخلق الأعذار والتبريرات (الخايبة) لمثل تلك السلوكيات السيئة, بصراحة مثل تلك الحملة وهذا النقد اللاذع للاعب بحجم جون تيري يعتبر درساً عملياً للتعريف بواجبات الصحافة وأخلاقياتها مع أننا جمعياً كرياضيين لا ننكر أن لكل قلم ميول ولكن هذا لا يعني أن ننسى المسؤولية الإعلامية تجاه التنافس الشريف بين الأندية، ولا أمانة الكلمة التي تحتم أن نكون على مستوى المسؤولية (لتقويم) مثل تلك السلوكيات التي لا تمت للرياضة بأي صلة, السؤال لماذا أصبحنا نستخف بمبادئ وأخلاقيات الصحافة؟ جوابي هو أن المطبلين هم أكثر المستفيدين في وسطنا الرياضي وهم المقربون وهم أصحاب الحضور الأكثر ولن أقول الأميز في المشهد الرياضي السعودي كواقع لا يمكن إنكاره وهذا ما ساعد في اعتقادي على انتشار هذه التوجه والواقع المرير الذي لم يجد من يكبح جماحه في ظل تنامي مفهوم (شدلي وأقطع لك). وجهة نظر ـ فاز الهلال بالتعادل بعد ولادة متعسرة جداً كاد أن يفقد معها التأهل الذي ولد بعيوب خلقية كثيرة وكان الله في عون الجماهير. المباراة بشكل عام عك كروي بين فرقين أرجعانا لأيام الملاعب الترابية فلا منهجية واضحة عدا أن الاتحاد يدافع ويلعب على الكرات المرتدة وهذا كل شيء في المباراة التي انتهت بهدية منتشري الذي رفض أن يكون المرشدي أكرم منه. عموماً رسخ (العربي) قناعتي بأن الهلال بوجود هذا الفذ يلعب ناقصاً ولا يهون جميع هجوم الهلال. عموماً مبروك الفوز وهذا أقصى ما يمكن قوله بهذه المناسبة. ـ شباب الهلال كانوا في قمة العطاء عندما أتيحت لهم الفرصة مع مدرب الفريق الأولمبي، ثم عاد الأداء الشاحب مع المدرب الحالي هاسيك, السؤال من المسؤول هل هو المدرب الذي أثر على معنويات وعطاء اللاعبين أم اللاعبون الذين لم يساعدوا المدرب على فرض أسلوبه وفكره التدريبي؟ عموماً ضاع الهلال بين (حانا ومانا) وأصبح الهلال زعيماً (مع نفسه). ـ فوز النصر على حامل اللقب أفرح الكثيرين ممن يؤمنون بأهمية وجود أكثر من فريق ينافس على البطولات, هذه الفوز من وجهة نظري يؤكد على أن اللاعبين المميزين قادرون على انتشال الفريق حتى أي ظرف وهذا ما أثبتته تلك المباراة التي شهدت تألقا كبيرا للفنان سعود حمود الذي كان العلامة الفارقة ولنا أن نتخيل مستوى النصر بوجود أكثر من سعود حمود في أكثر من مركز، نصيحتي ابحثوا عن اللاعبين المميزين يا من تنتظرون عودة النصر.