الهلال وبطولة أم الساهك
إخفاق الهلال آسيوياً أصبح أمراً معتاداً بالنسبة للجماهير الهلالية بسبب المشاكل الفنية المتكررة بسيناريوهات مختلفة والتي في الغالب لا تخرج عن تأهل متعسر أو فشل في الذهاب لأدوار أبعد تحفظ ماء الوجه في هذه البطولة التي أضاع الهلال السبيل إليها مع أن خارطة الطريق واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار, مشكلة لاعبي الهلال أنهم (يعولون) كثيراً على ما يملكونه من موهبة على اعتبار أن هذا الأمر وحده كافياً لتجاوز معضلة الآسيوية مع أن التجارب تقول إن أسلوب (الكعوب) والفنيات اختفى منذ زمن ولم يعد يفيد مع فرق آسيا التي أصبحت تعرف تتعامل مع الفرق السعودية من خلال قراءة واضحة استفادت منها فرق غرب المنطقة الذين يعتمدون على اللياقة العالية التي ساعدتهم على أداء المهام الفنية داخل الملعب, في اعتقادي أن ما تحتاجه الفرق السعودية لتتقدم أكثر في هذه البطولة هو اللياقة والسرعة في تناقل الكرة بالإضافة للتركيز العالي والقوة عند الضغط على حامل الكرة وهذا الأمر في الواقع (مفقود, مفقود) في الفرق السعودية مع الاستثناء لفريق الاتحاد الذي عرف السر منذ البداية لذا فإنهم متفوقون بما لديهم من أسلوب خاصة ونحن نعرف أن لاعبي الاتحاد يعتمدون على القوة البدنية أكثر من أي شيء آخر, لذا أنصح الهلاليين وغيرهم من الفرق السعودية إن كان لديهم الرغبة في التنافس بشكل أفضل أن يطبقوا أسلوب القوة واللياقة العالية وسرعة نقل الكرة (وينسون) الفنيات التي لا تناسب فرق آسيا الغربية وسيجدون أنفسهم من أكثر الفرق منافسة، أما إذا أصروا على أسلوبهم العقيم فإنهم لن يتقدموا خطوة ولن تتغير نتائجهم ولن ينافسوا حتى على كأس (أم الساهك) ناهيك عن المنافسة الآسيوية, طبعاً هناك أكثر من سبب بالنسبة لفشل الهلال في هذه البطولة بالإضافة إلا ما ذكرناه يأتي في مقدمتها ضعف العمود الفقري للفريق (وسط الدفاع والمحور ورأس الحربة) الذي هيمن عليه الكوري مؤخراً رغم ما لديه من إعاقات وعاهات فنية واضحة ولكن ماذا عساي أن أقول لمن يصر على إشراكه رغم تدهور مستواه، فمن يسجل (فرصة) من عشر لا يستحق أن يكون في الهلال ولا حتى في الربيع, بصراحة استمرار الهلال في إهمال أسلوب المناقشة والمحاسبة وإهمال معالجة نقاط الضعف سيزيد معاناة وانكسارات هذا الفريق الذي عودنا على الأفضل في السنوات الماضية, باختصار الهلال يلعب محلياً وخارجياً ناقص عناصرياً فهو في أغلب الأحيان يلعب بثمانية لاعبين في ظل وجود (الكوري والعربي) وتذبب مستوى ويلي في مجاملة غريبة وغير مبررة يدفع ثمنها الفريق في أكثر من مناسبة. وجهة نظر ـ أجد من الأنسب إطلاق سراح المحياني وسعد الحارثي والفريدي وهذا الأخير إن لم يخب ظني قرر الرحيل بنهاية عقده مع أنه يملك الكثير لتقديمه متى ما سمحت الظروف والأجواء لتقديم الإبداع, أما ما يخص المحياني فهو من وجهة نظري لاعب مجتهد يسجل في أكثر الأحيان من الفرص المضمونة يعني فرص (أنت وضميرك) وهذه الفرص ليست متاحة في أغلب الأحيان, أما الكابتن سعد النجم الذي أحترمه ومازلت أحترمه جاء بقرار لا يفرق عن قرار التعاقد مع اللاعب المصري (أحمد علي) ـ الله يذكره بالخير ـ مع أنني لا أرى أنه اللاعب القادر على عمل الفرق عند الحاجة، لذا أتمنى أن يبحث الهلاليون عن الأفضل لتعويض الثلاثي من الفريق الأولمبي أو من خارج أسوار النادي، فالجماهير ملت المجاملة وحرق الأعصاب مع كل التقدير لما يبذل (لترقيع ما يمكن ترقعيه). ـ سواء فاز الشباب أو الأهلي بالدوري فهما عينان في رأس ويستحقان البطولة بكل جدارة لما قدماه من مستويات وجهود داخل الملعب وخارجه, الملاحظ أن هناك تنافساً خارج أسوار المستطيل تسبب فيه أناس لا هم لهم إلا الظهور والثرثرة التي جاءت في معظم الأحيان على حساب وقار المخضرمين, انتشار المراهقة المتأخرة في إعلامنا الرياضي مؤشر على ضياع وقار الإعلام ومنتسبيه.. (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا).