ضمير الإعلام
مع أننا تعودنا على وجود كوكبة من الإعلاميين في جل البرامج الرياضية لمناقشة جميع الأحداث بكل تفاصيلها إلا أن ذلك لا يعني أن مثل هذا الوضع أمر صحي وجيد في عالم الإعلام الرياضي الذي أفرط كثيراً في البحث عن الإثارة والتلميع مع أن الرسالة أكبر من أن تحصر في ثرثرة تلفزيونة لتعبئة حلقة مباشرة والسلام, كلنا لاحظنا تغييب المعنيين بتفاصيل الرياضة والمتخصصين ممن حرموا من إثراء مثل تلك البرنامج سواء من الجانب الأكاديمي أو من المتخصصين ممن لهم مشاركات فعالة في الكثير من المناسبات الرياضية, الوضع يطرح أكثر من علامة استفهام حول كثافة تواجد الإعلاميين لمناقشة أمور بعيدة عن الإعلام الرياضي وحتى إن وجد ذلك الإعلامي الفلتة فإنه حتماً لن يستطيع إضافة الجديد لعدم التخصص, لا أفهم ماذا يمكن أن يقدم أي إعلامي من إضافة في مجال تطوير الحكام أو لتعديل القوانين الرياضية أو لرفع مستوى الاحتراف أو الحديث عن أهمية علم النفس الرياضي أو الخصخصة أو التغذية أو أي شيء يخص الرياضة بأسلوب تعليقك (أستاذ طقها والحقها) يا ناس حرام ترى رياضتنا ما هي ناقصة مثل هذا التذاكي والضحك على الذقون, بكل صراحة لن أتفاجأ لو تحدث أحدهم عن عمليات القلب المفتوح! بعد أن تلاشت الحدود في ظل غياب الضمير والمعايير وما يجب وما لا يجب, أتساءل لماذا يحاول القائمون على هذه البرامج ترسيخ هذا الوضع وهذا الواقع المحزن مع أن هناك الكثير من المتخصصين القادرين على إثراء مثل هذا المواضيع من واقع علم ومعرفة حقيقية, ما نراه من تخبيص إعلامي ما هو إلا مؤشر واضح على أننا نعيش تخلفاً متجذراً في أسلوب الطرح ومعالجة القضايا المهمة من خلال أسلوب التسطيح والطرح الهش من أناس لا هم لهم إلا الثرثرة, المتلقي أصبح أكثر فهماً وإدراكا لما يدور في هذا الوسط لذا نتمنى أن يعطى الاهتمام المناسب ويحترم علمه وثقافته وقبل هذا وذاك عقله الذي أسقط بشكل أو بآخر من حسابات القائمين على البرامج وضيوفهم المثرثرون.
وجهة نظر
ـ من الظلم أن نقلل من عمل رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي الذي قدم الكثير في سبيل إعادة هذا الكيان ولكن لسوء حظ هذا الرئيس أنه لم يخدم بالشكل المطلوب على مستوى الاستشارة الفنية ناهيك على ما يواجهه من تكتلات لا تساعد على وجود بيئة مناسبة للعمل, أتمنى ألا تزيد الجماهير النصراوية من جراح هذا الكيان من خلال الانسياق خلف أوهام بعض المحسوبين على النصر ومطالبهم غير المنطقية, من وجهة نظري أن الأمير فيصل يستحق أكثر من الجماهير النصراوية لما قدمه من تضحيات في سبيل النصر خاصة في ظل عدم وجود البديل المناسب (الصبر طيب) يا عشاق النصر وفي ظني أن (الوجه إللى تعرفه أحسن من إللى ما تعرفه).
ـ وضع الاتحاد لا يسر أحدا، فقد تحول هذا النمر الآسيوي إلى حمل وديع أمام الصغير والكبير واختل توازنه من خلال قرارات متسرعة أفقدت الفريق الكثير من هيبته, مشكلة بعض الإدارات في قراراتها الارتجالية وتوقيتها, حالياً الفريق يدفع ثمن هذه الارتجالية مع أن الإدارة كان بإمكانها التدرج في عملية الإحلال وبشكل احترافي, عموماً نحن نثق بمحبي هذا الكيان ليعود سريعاً كما عهدناه.
وقفة
ـ مستوى الهلال أمام الفيصلي لم يكن نفس ما قدمه من مستويات مبهرة في المباريات الماضية والسبب بسيط هو أن اللاعب السعودي بشكل عام لا يمكن أن يقدم نفس المستوى لفترة طويلة بالإضافة إلى أنه مغرم بما يقال في الإعلام لذا أنا شخصياً لا يمكن أن أراهن على أي لاعب سعودي في تقديم المستويات المميزة ولفترة طويلة (يعني حبة فوق وحبة تحت) هي أبرز سمات اللاعب السعودي .. مع التحية للجميع.