الهلال وأبناء البطة السوداء
كان من الممكن أن ينطلق الموسم الكروي السعودي بعد عشرة أيام وقبل أسبوع من انطلاقة دوري زين بلقاء على كأس السوبر بين الشباب بطل دوري زين والأهلي بطل كأس الملك لو بقي الاتحاد السعودي لكرة القدم المؤقت عند قراره بإقامة البطولة الذي أصدره في مايو الماضي وعاد ليلغيه مطلع يوليو الحالي بحجة ضيق الوقت وترك استحداث هذه البطولة للاتحاد المزمع انتخابه. والحجة التي سيقت لتبرير الإلغاء هي أضعف من أن تكون محل تفهم الأندية وجماهيرها خاصة الأهلي والشباب لاسيما أنها مباراة واحده تجمع بين بطلين، مما يعني أن ضيق الوقت لا يرقى إلى الإقناع ولو توقف التبرير عند تركها للاتحاد المقبل لكان هناك قابلية لتفهم قرار الإلغاء. ولا أعلم إن كان مثل هذه التبريرات غائبة عند الأعضاء المؤقتين الذين أصدروا قرارهم الأول بإقامة بطولة السوبر وفي أقل من شهرين يصدر قرار لاحق بإلغاء البطولة، ولا تفسير لذلك غير الضغوط والكلام غير ذلك للتبرير. وقرار الإلغاء كان مخيباً لآمال جماهير الأهلي والشباب على وجه التحديد ولم يلق الاستحسان إلا من طرف واحد، وهم أنصار الهلال الذين شنوا حملة مركزة على القرار الأول بإقامة السوبر وشككوا في نظامية القرار باعتبار الاتحاد المؤقت مهمته تصريف الأعمال ورحبوا بالثاني بعد أن رضخ لهم وألغى البطولة. وإلغاء البطولة يؤكد استمرار (اللوبي الهلالي) متنفذاً وأنه لايزال يمتلك أوراق (اللعبة) المؤثرة التي تخدم مصالحه رغم دموع (التماسيح) التي تذرف في بعض الأحيان والهلال المتخم بالبطولات المحلية يرى أنصاره أنه الأحق من غيره في أن يكون طرفاً في لقاء السوبر ليكون أمام فرصة تاريخية للفوز بلقب البطولة الذي يضعه أول ناد سعودي يحصل عليها كما هو أول نادٍ في عدد بطولاته المتنوعة. لقد بات من الواضح جلياً أن من أطلقوا على الهلال الفريق المدلل هم على حق من زمن بعيد وليس اليوم وغيره من الأندية أشبة بأبناء البطة السوداء المحرومين من الحنان والذين تراعى مشاعر الآخرين على حسابهم. فالقرار الذي صدر باعتماد إقامة مباراة فاصلة بين بطل الدوري وبطل الكأس على كأس السوبر أفرح جماهير الأهلي والشباب وأغضب أنصار الهلال، وجاء قرار الإلغاء ليعيد الزهو بـ (القوة) لأنصار الهلال وبدد آمال أنصار الأهلي والشباب في المنافسة على فرصة متاحة لهما قد لا تتكرر في الموسم الجديد وكذلك للهلال أيضاً الذي (أوقف تنفيذ البطولة) على أمل أن يكون طرفاً فيها مطلع الموسم التالي. صحيح أن القرار بإقامة البطولة جاء متأخراً بعد نهاية الموسم وكان يفترض الإعلان عنه على الأقل منتصف الموسم قبل أن يتحدد بطل زين وكأس الملك لدرء أي شكوك قد تساق حول التوقيت لكن الذي يفترض وقد صدر القرار أن يتم المضي في تنفيذه وعدم الالتفات لضغط جهه واحده لتأجيل المسابقة وهو الذي حدث رغم ما يساق من تبريرات. يبقى القول أن القرار الثاني الذي ألغى القرار الأول لا مبرر عملياً له وغير مقنع وإقامة مباراة السوبر بين البطلين لا تأثير لها على روزنامة الموسم والوسط الرياضي بحساسياته المرهفة جداً، لا قبل لأحد بإقناعه حول أهداف قرارات من هذا النوع تقر عملاً هو مطلب جماهيري ثم تلغيه دون مسؤولية أدبية تجاه الأندية المستفيدة وجماهيرها. وتبقى إشارة إلى أن اختلال ميزان العدالة الكروية في القرارات يخلق أجواء لتفريخ التعصب وزيادة الاحتقان وبالعدل تعيش الرياضة في رخاء وتنتعش وسط بيئة صحية وتتطور وبدونه العدل تحل الفوضى ويعتل الجسم الكروي الرياضي.