2016-08-20 | 03:24 مقالات

الأولمبياد قبل الوداع

مشاركة الخبر      

غداً تختتم فعاليات الأولمبياد في حضور مخجل للغاية في كل الألعاب التي شاركنا فيها و سنمارس (كالعادة) البكاء على خيبة النتائج ونستمر كذلك لأسبوع أو أقل ثم ننسى كل شيء بانتظار الأولمبياد المقبل...

وطبيعي لن يتغير شيء بل ريما تزداد النتائج سوءًا...

كتبت خلال هذا الأولمبياد أكثر من مقالة تحدثت فيها عن ضرورة تحديد الأهداف ومن ثم رسم الخطط ووضع البرامج لدورات أولمبية مقبلة...

تحدثت عن ضرورة الأولمبياد المدرسي كنواة لولادة وصناعة الأبطال الأولمبيين...

أعود اليوم للحديث (الأخير) عن (هذا) الأولمبياد...لكنني سأواصل (من فترة لأخرى) الحديث عن الألعاب الأولمبية وصناعة أبطال سعوديين...

أهم خطوة لصناعة أبطال أولمبيين تتمثل في التركيز على الألعاب التي نستطيع صناعة أبطال فيها ونستبعد الألعاب التي لا تناسبنا ولا تتطابق مع بيئتنا لأننا سنخسر عليها دون أن نحقق فيها أي مكاسب...

اريتريا على سبيل المثال اقتنعت أنها لا يمكن أن تتفوق سوى في سباقات الجري المتوسطة والطويلة فركزت عليهما وحصدت الذهب في كل تجمع عالمي بل أن اريتريا باعت أبطالاً (للتجنيس) لأكثر من 20 دولة على مستوى العالم...

عندما نحدد الألعاب التي تناسبنا نبدأ بالتركيز عليها ودعم اتحاداتها وفي نفس الوقت (نلغي) الاتحادات التي لا فائدة منها ولا من ألعابها بل هي تمثل خسارة مالية بالإمكان تحويل ميزانيتها للاتحادات التي نرجو منها الفائدة...

على سبيل المثال لا أرى أي فائدة من ألعاب القوة (أسميها ألعاب العنف) كالملاكمة والمصارعة والجودو وحتى السلاح... بينما يجب أن نركز على اتحادات الألعاب الجماعية ككرة القدم والسلة والطائرة واليد إلى جانب ألعاب لها عشاقها وممارسيها كالسباحة والدراجات وألعاب القوى وبالتأكيد الفروسية...

لدينا في المنطقة الشرقية شباب متميزون في السباحة يحتاجون فقط للاهتمام والتدريب... هناك شباب يعشقون ويجيدون الرماية ويمارسون هواية الصيد بتفوق ودقة عالية ولا أعلم لماذا لا يتم الاهتمام بمثل هؤلاء الشباب...

حتى تجنيس (المواليد) يجب أن يناقش بتعمق لنستفيد من شباب ولدوا بل ربما ولد آباؤهم وأجدادهم على هذه الأرض ويملكون مواهب متميزة في رياضات متعددة دون أن يستفيد الوطن منهم...

لا أقول علينا أن نجنس أبطالاً جاهزين (كما تفعل كل دول العالم) بل علينا أن نستفيد ممن ولدوا على أرض وطننا ولا يعرفون وطناً غير هذا الوطن...

حتى الكفاءات السعودية علينا أن نستفيد منها كما ينبغي...تصوروا أن المدرب الذي قاد منتخب البحرين للتميز في ألعاب القوى في البرازيل هو (السعودي) سعد شداد...

عندما نقلص الاتحادات ويكون هناك دعم حكومي سخي للاتحادات الرياضية المحدودة (بعد التقليص) يمكننا حينها التفكير بصناعة أبطال أولمبيين...

بعد ذلك نبدأ باولمبياد مدرسي سعودي ثم نفكر بتجاوز أبطال الخليج ومن بعدهم ننافس الآسيويين في بطولة الآسياد لنقفز بحثاً عن ميداليات الأولمبياد العالمي...

الأهم من هذا كله ضرورة متابعة ومحاسبة المسئولين عن الرياضة السعودية ولابد من التجديد في دماء الاتحادات الرياضية فقد أمضى بعضهم فترات طويلة قدم خلالها الكثير من الجهد والعطاء وبات تجديد الدماء مطلباً إذا كنا بالفعل نبحث عن منجزات للوطن...

أنادي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن يوجه بضرورة متابعة الأداء الرياضي السعودي كجزء هام ورئيس ...

من مشروع 2030 أقرب أولمبياد للعام 2030 هو أولمبياد 2028 الذي من المفترض أن نحقق فيه مكاسب كبيرة لنؤكد أن مشروع 2030 بات (رياضياً) حقيقة...

أتمنى أن يتواصل النقد للاتحادات الرياضية وأن لا يتوقف بمجرد إنزال العلم السعودي في القرية الأولمبية في ريو دي جانيرو...