لا تخسروا ياسر
ياسر المسحل شاب طموح حماسي يملك الفكر والرغبة في العمل جاء من (المجهول) إذ لم يكن معروفاً أو لامعاً إعلامياً لكنه قدم نفسه من خلال ما يملك من رؤية.
ما يميز ياسر أنه جاء عبر (نفسه) ولم يأت من خلال أحد الأندية الكبيرة الجماهيرية الإعلامية كما هو حال كثير ممن يتبوؤون اليوم العديد من المناصب الرياضية.
أعني أن الكثيرين ممن عرفهم الوسط الرياضي جاءوا لأنهم ينتمون لأندية النصر أو الهلال أو الأهلي أو الاتحاد بينما ياسر اتفاقي لا يملك الصوت الإعلامي ولا الشخصيات الاعتبارية النافذة القادرة على إيصاله إلى مناصب رياضية (محلية) بل وربما قارية ودولية.
اقتحم ياسر الوسط الرياضي و(تدرج) في المناصب لأنه كان في كل منصب يقدم نفسه بشكل متميز يؤكد من خلاله أن هذا ليس مكانه ويجب أن يخدم الرياضة السعودية من منصب أعلى وهو ما حدث بالفعل لياسر ولا أحتاج أن أذكرك بالمناصب التي تولاها ياسر المسحل.
لكن ما أخشاه هو أن نخسر ياسر الشاب الطموح المتحمس صاحب الطاقة الكبيرة إذ إن ما يحدث الآن مع ياسر يبرر خشيتي.
بات ياسر المسحل هو الهدف القريب أمام المسؤول الرياضي عند الحاجة لملء أي منصب رياضي (ضروري وعاجل) وهذا لا شك يعكس ثقة المسؤول في قدرات وإمكانات ياسر (الفكرية).
لكن هل فكرنا بقدرات الرجل (الجسدية)؟ هناك طاقة وقدرة جسدية محدودة لأي إنسان كما أن لكل منا ارتباطاته الاجتماعية بشكل (عام) والعائلية على وجه الخصوص.
عندما تتعدد مناصب الشخص فهذا يتوجب عليه العمل المتواصل وربما الغياب عن عائلته ومجتمعه لفترات طويلة ما يؤثر في الأمد الطويل على حماسه ويبقى بين خياري استمرار العطاء والعمل والتضحية بالأسرة واتمع أو العكس.
خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية كنا ننتقد اقتصار المناصب الرياضية (المحلية) ومن ثم التمثيل القاري والدولي على شخصيتين أو ثلاث تجدهم دوماً في كل المناصب وكل الوفود الممثلة للمملكة.
ربما (أقول ربما) نجد العذر للمسؤول الرياضي في إسناد العديد من المناصب المحلية والخارجية إلى شخصية أو اثنتين لأن الكفاءات في ذلك الوقت قد لا تكون حاضرة بشكل كبير أو أنه لا توجد الوسائل التي تقدمهم مثلما هي الوسائل الإعلامية اليوم التي قدمت الكثير من الكفاءات للمناصب الرياضية السعودية.
اليوم قدمت وسائل الإعلام الكثير من الشخصيات ذات الفكر والرؤية وهذا يجعلنا نأمل بتعدد الشخصيات في المناصب المحلية والخارجية وألا نعود للفكر القديم المعتمد على شخصيتين أو ثلاث نقدم لها كل الشكر والتقدير على ما قدمته في حينه للرياضة السعودية.
أتمنى ألا نثقل بالمسؤوليات كاهل ياسر المسحل فنخسره سريعاً إما نتيجة الإرهاق أو الملل.
في تصوري أن الاعتماد الكبير على ياسر المسحل وعادل البطي ووجودهما في الكثير من اللجان وفرق العمل قد يخدم الرياضة السعودية في الأجل القصير لكننا بالتأكيد سنستهلكهما سريعاً.
لدينا في الرياضة السعودية أكثر من ياسر وعادل.. فقط ابحثوا عنهم وامنحوهم الثقة ولن يقلوا كفاءة عن المسحل والبطي.