يفرحون بالذهب ونفرح بحكم
قارب الأسبوع الأول من أولمبياد البرازيل أن ينتهي و(كالعادة) مشاركة (عربية) مخجلة على صعيد سجل الميداليات.
لا أعتقد أن زخماً إعلامياً على مستوى دول العالم يضاهي ما يصدر عن الإعلام العربي قبل بدء كل نسخة أولمبية.
بعثات تضم مئات الرياضيين العرب يعودون بحصيلة لا تستحق الذكر من الميداليات بل ولا تتناسب مع ما يصرف من أموال أو ما يفرد من مساحات إعلامية.
دول أقل من العرب سكاناً وأكثر فقراً ومع ذلك تتقدم في سلم الترتيب وتحصد كل أنواع الميداليات وسط حسرة وحيرة الشعوب العربية التي تسأل دوماً: لماذا يحدث ذلك؟ نملك الأموال....والبنية التحتية....والمواهب....بل وحتى التضاريس الجغرافية التي تساعدنا على التحدي والتفوق في كل الألعاب...لكننا نفشل حتى في المنافسة.
أعتقد أننا نعاني من مشكلتين رئيسيتين تمنعانا من المنافسة أولاً وتحقيق الميداليات ثانياً.
المشكلة الأولى هي إننا لا نضع ولا نحدد الأهداف...بمعنى أننا لا نحدد أهدافنا التي (نحاول) تحقيقها في المستقبل (مثلاً 4 ميداليات ذهبية و 6 فضية و 10 برنزية في أولمبياد 2024).
غياب تحديد الأهداف يولد المشكلة الثانية المتمثلة في غياب التخطيط.
لو حددنا أهدافنا لكان من السهل وضع الخطط والبرامج التي تضمن لنا تحقيق أهدافنا أو على الأقل جزء منها.
يجب أن نبدأ بتحديد أهدافنا للدورة الأولمبية ليست المقبلة إنما التي بعدها (أي بعد 8 سنوات) ثم نبدأ بوضع خطط وبرامج تحقيق الأهداف من خلال البحث عن المواهب وصقلهم وإعدادهم طيلة السنوات الثماني مع متابعة دقيقة ومحددة للبرامج والخطط ومدى تنفيذها.
لدينا في العالم العربي شبان وشابات يملكون الموهبة ويبحثون عمن يكتشفهم ويصل إليهم ويهتم بهم ويصنع منهم نجوماً عالميين.
علينا أن نهتم (بالعمل) أكثر من الكلام فنحن (للأسف) نهتم بالزخم الإعلامي الذي لا يعكس واقعنا الرياضي.
البطل الأولمبي بات اليوم بطلاً قومياً على مستوى العالم وتسعى كل دول العالم إلى صناعة نجم أو اثنين أو ثلاثة يحققون الميداليات ويرفعون علم بلادهم ويفرضون عزف سلام بلادهم الوطني في ذلك المحفل العالمي.
علينا أن ننسى السنوات التي مرت دون أن نحضر بشكل إيجابي في المحافل الدولية فالبكاء على اللبن المسكوب لا يفيد.
يجب أن نعترف أننا متخلفون عن الركب الرياضي العالمي ونبدأ من نهاية هذا الأولمبياد بدراسة السلبيات وتحديد الأهداف ورسم الخطط ووضع البرامج من أجل حضور مستقبلي مشرف وأكثر إشراقاً.
دول العالم تحتفل بحصد الذهب بينما نحن العرب (نكتفي) بالاحتفال بمشاركة حكم عربي في لعبة من ألعاب الأولمبياد.