نجم يودع.. نجم يوقع
اعتدنا أن تكون المؤتمرات الصحفية وأضواء وفلاشات الإعلام موجهة خلال السنوات الأخيرة الماضية نحو توقيع نجوم سعوديين لعقود احتراف مع أندية جماهيرية إعلامية كبيرة.
ـ لكن مساء الثلاثاء كان مختلفاً للغاية بل ومن نوع آخر.
ـ كان مساءً للنجوم.. لم تكن أمسية توقيع عقود احتراف بل عقد تدريبي وفي المؤتمر الآخر كان إعلان وداعي.
ـ طرفا أمسية الثلاثاء من أكبر نجوم الكرة السعودية في آخر عقدين.
ـ محمد نور النجم الكبير يجلس على طاولة معلناً توقفه (الرسمي) عن ركل الكرة والركض في الملاعب واعتزال اللعب مؤكداً أنه لن يغادر بعيداً وسيبقى في المحيط الكروي.
ـ هذا حدث هناك في جدة على الساحل الغربي.
ـ بينما في العاصمة (الرياض) كان النجم الكبير سامي الجابر يوقع عقداً مدته ثلاث سنوات يتولى بموجبه تدريب فريق الشباب.
ـ هذه هي سنة الحياة في كل المجالات.. لا يمكن أن يدوم كل شيء طوال الوقت.
ـ قبل سنوات عديدة اقتحم هذان النجمان الملاعب وبذلا الجهد حتى صنعا النجومية والشعبية وهما يعلمان أنهما ذات يوم سيرحلان ويحضر غيرهما.
ـ لكن المؤسف أن من يحضرون نادراً ما يكونون بذات كفاءة نجوم الزمن الجميل الماضي.
ـ عندما يرحل النجوم تكون أمامهم خيارات عدة.. بعضهم يأخذ أسهلها وهو ترك المجال الكروي والتفرغ للمتابعة فقط وهؤلاء يطويهم النسيان.
ـ بعضهم يتجه للتحليل التلفزيوني.. آخرون يتجهون للتدريب وفئة تذهب نحو الجانب الإداري.
ـ كل لاعب يرحل يحاول جاهداً صناعة إنجاز آخر في مجاله الجديد بعد أن صنع النجومية والشهرة والشعبية لاعباً.
ـ محمد نور النجم التاريخي لم يمض على إعلان اعتزاله سوى ساعات لا تتجاوز 48 ساعة وبالتأكيد سيكون لديه الوقت الكافي لتحديد وجهته المقبلة وإن كنت أراه في مجالين لا ثالث لهما.
ـ إدارياً لفريق الاتحاد أو مشرفاً على المنتخب السعودي الأول لأنه نجم خبير ذو شخصية قيادية قوية.
ـ الموقع الثاني أن يكون مالكاً ومشرفاً لأكاديمية كرة قدم خصوصاً أن لديه نظرة فنية ثاقبة ويملك في مكة المكرمة مئات وربما ألوف المواهب القادر (نور مع أجهزة تدريبية) على صقلها ومن ثم تسويقها محلياً وفي دول الخليج.
ـ أما النجم سامي الجابر فيقتحم مرحلة تدريبية جديدة أتمنى (مثلما يتمنى هو) أن تكون أكثر نجاحاً من التجارب السابقة.
ـ على سامي (ومتأكد أنه فعل وسيفعل) دراسة تجاربه السابقة لتفعيل إيجابياتها وتجاوز سلبياتها.
ـ كما أن عليه أن يفصل تماماً في تعامله (خصوصاً مع الإعلام الرياضي) بين النجم الكبير (اللاعب) سامي الجابر والمدرب الجديد سامي.
ـ سامي اللاعب صنع النجومية وانتهى من ذلك ونال نصيبه وحقه من الشعبية والجماهيرية والأضواء الإعلامية وعليه اليوم أن يتقبل التعامل الجديد معه كمدرب يفوز ويخسر.. يتفوق ويخفق.
ـ بالتوفيق للنجمين الكبيرين.. نور والجابر.