2016-06-18 | 03:24 مقالات

رسالة إلى MBC

مشاركة الخبر      

ـ يقوم الإعلام برسائل عدة منها تثقيف الشعوب وإسعادهم مثلما هو من حق دور الإعلام أن تجني الأموال وتحقق الأرباح...
ـ أتحدث هنا (تحديداً) عن الإعلام المرئي الذي اقتحم منازل بل وحتى مكاتب العالم عبر قنوات فضائية انتشرت بشكل لا يوصف خلال العقود الثلاثة الماضية وباتت (القنوات الخاصة) تسحب البساط من (القنوات العامة أو القومية كما تسمى في بعض البلدان العربية) حتى أوشكت هذه الأخيرة أن تصبح عديمة المشاهدة...
ـ لمن لا يعرف الفرق بين هذين النوعين من القنوات أقول أن القنوات العامة (القومية) هي القنوات التابعة للدولة والتي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام في كل دولة...هذه القنوات تمثل الصوت (الرسمي) للدولة ولا تبحث عن جني الأموال وتحقيق الأرباح وإن كان ليس هناك ما يمنعها من الحصول على مبالغ من عوائد الإعلانات بغرض تأمين احتياجات القنوات المالية....
ـ أما القنوات الخاصة فهي المملوكة لفرد أو مجموعات أفراد (شركات) وهي قنوات ربحية 100% مهما حاول مالكوها قول غير ذلك...
ـ وحيث أن شهر رمضان المبارك يمثل الموسم الأعلى للدخل المالي للقنوات (الحكومية والخاصة) من خلال عوائد الإعلان عبر برامج ومسلسلات رمضانية فإن التنافس يكون على أشده بين كل القنوات...
ـ وبعيداً عن المجاملة فلا أتردد في القول أن الغلبة في التنافس تصب (دوماً) في مصلحة القنوات (الخاصة) لأنها قادرة على ضخ الأموال الطائلة في الإنتاج (الرمضاني) بأمل عائد أكبر بينما تبقى القنوات (الحكومية) أسيرة المال الحكومي الذي عادة ما يكون شحيحاً على صعيد الإنتاج...
ـ تتسابق القنوات (الخاصة) على الإنتاج (الرمضاني) وسط اختفاء (قسري) للقنوات الحكومية وهذا السباق بين القنوات (الخاصة) يستهدف بالطبع المشاهد حيث تسعى كل قناة للحصول على أكبر عدد من المشاهدين في العالم العربي وبالطبع كلما زاد عدد المشاهدين زادت الإعلانات التجارية وزاد العائد المالي المودع في خزائن القنوات الخاصة...
ـ يتوزع المشاهدون العرب حول القنوات العربية (الخاصة) حسب البرامج والمسلسلات التي ترضي ذوق هذا المشاهد أو ذاك...
ـ شخصياً لا أتردد في القول أنني متابع عن قرب واستمرار لمجموعة قنوات MBC مع تحول (وقتي محدود جداً) نحو قناة روتانا خليجية متى استضاف الزميل العزيز علي العلياني ضيفاً في برنامجه (ياهلا رمضان) يتفوق على ضيف الزميل القدير داود الشريان في برنامجه (الشريان)...
ـ أما إذا شدني ضيف (الشريان) فهذا يعني أنني في تلك الليلة لا أحول جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول) عن قنوات مجموعة MBC بما فيها قنواتها الإخبارية (العربية والعربية الحدث)...
ـ في هذا الموسم الرمضاني قدمت مجموعة MBC برنامجين ينطويان تحت فكرة (الكاميرا الخفية) هما الصدمة ورامز بيلعب بالنار أكدت من خلالهماMBC أن الكاميرا الخفية قد تكون (هادفة) وليست دوماً فقط مضحكة...
ـ الفرق بين البرنامجين (على صعيد التثقيف والإفادة) كبير للغاية...الأول أعتبره برنامجي الرمضاني المفضل الأول لأنه يقدم (عبر الكاميرا الخفية) دروساً تثقيفية من خلال مقطع تمثيلي (عربي) قصير...
ـ بينما الكاميرا الخفية الثانية (رامز بيلعب بالنار) لا يقدم الضحك (على الأقل لي شخصياً) بقدر ما يعلم الأطفال وسائل خطرة للغاية تضر بحياتهم وحياة أسرهم وأصدقائهم...
ـ أطفال كثر يحاولون تقليد رامز فيودون بأنفسهم ومن معهم إلى التهلكة...
ـ في وقت يعلم ويثقف (الصدمة) الكبار والصغار بل ويعيد تربيتهم...
ـ MBC قدمت من خلال برنامج (الصدمة) رسالة إعلامية احترمها وقدرها كل من شاهدها... لكنها (أي MBC) حققت الملايين من عوائد إعلان (رامز بيلعب بالنار) في وقت خسرت فيه تقدير واحترام المشاهد لها...
ـ أتمنى من القائمين على مجموعة MBC أن يعيدون النظر بدءً من الموسم المقبل في بث أفكار رامز التي لا تثير الضحك بقدر ما تولد المخاطر...
ـ أعلم بحجم مشاهدة (رامز بيلعب بالنار) وبمردوده المالي الكبير على المجموعة..
ـ لكن المال وحجم المشاهدة ليسا دوماً دليل على (إيجابية) هذا البرنامج أو ذاك...